الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بالخوف وتقلب المزاج وتوقع المصائب جعل حياتي جحيمًا!

السؤال

السلام عليكم.

عمري 20 سنة، أعاني من وسواس وخوف وتقلب المزاج منذ سنوات، وأشعر بصعوبة التنفس واختناق شديد، وسرعة ضربات القلب ودوخة مستمرة، مع شرود الذهن وعدم التركيز، والتغرب، وأشعر بالموت.

يراودني الشعور بالموت عند الصلاة والوضوء وعند الرغبة في التوبة عن المعاصي، وصرت أخاف من البحر وركوب السيارة والأصوات العالية والبكاء، فيؤلمني بطني وتزيد ضربات قلبي وأرتجف.

قمت بالرقية لكن بلا فائدة، وقمت بعمل تحاليل الدم وأشعة الصدر، وكلها سليمة.

عند الغضب والصراخ أحس أن قلبي سيتوقف، وعادة أستيقظ مفزوعا، وأرتعش في الفراش، وصرت أخاف على أمي وإخوتي وأراقبهم باستمرار، حياتي صارت جحيما، أعاني من غازات وإمساك وارتجاع الحامض، علما أني مدخن منذ 5 سنوات.

في السابق كنت أسمع من أمي أن كسر الأواني أو احتراق المصابيح في البيت فأل شر، وستحدث مصيبة، وصرت كل مرة أنتظر بخوف ماذا سيحل علينا؟ وحدث ليلة العيد بعد يوم جميل أحسست أنه ستقع مصيبة فوصلنا خبر وفاة قريب لنا بحادث!

الآن صرت أخاف من الضحك أو الشعور بالسعادة، هل هي خرافات؟ أرجوكم ساعدوني، هل هناك علاج لحالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من مجمل شكواك واستشارتك أنت تعاني من اضطراب القلق العام والتوتر، وكل هذه الأعراض هي في مجملها أعراض قلق وتوتر. الأعراض الجسدية للقلق والتوتر مثل زيادة ضربات القلب، والدوخة المستمرة، والشرود الذهني، وعدم التركيز: هذه أعراض نفسية. والخوف من الموت والإحساس بأنك سوف تموت، ورهاب ركوب السيارة والسباحة: كل هذه – أخي الكريم – أعراض قلق نفسي.

طبعًا اضطراب القلق العام هو اضطراب نفسي، وبالرغم من وجود أعراض جسدية وأعراض نفسية؛ فإن الفحوصات كلها تكون سليمة؛ لأن ليس هناك مرض عضوي للشخص.

العلاج – أخي الكريم – علاج دوائي، وعلاج نفسي، العلاج الدوائي: من أفضل الأدوية التي تعالج اضطراب القلق هو دواء الـ (سبرالكس 10 مليجراما)، ابدأ بنصف حبة (خمسة مليجرامات) بعد الإفطار لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وتحتاج إلى ستة أسابيع لأن تزول معظم هذه الأعراض التي تعاني منها، بعد ذلك يجب عليك أن تستمر في العلاج لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم تبدأ في السحب التدريجي للدواء، ربع حبة كل أسبوع، حتى يتم التوقف عنه.

ثانيًا: تحتاج لبعض الأشياء التي تساعدك على الاسترخاء، مثل الرياضة -خاصة رياضة المشي؛ فالمشي يوميًا يُساعد على خفض التوتر والاسترخاء- كذلك النوم المبكر، والتغذية السليمة، والهوايات المفيدة؛ كل هذا يُساعد في خفض التوتر – أخي الكريم – وأحيانًا قد تحتاج إلى جلسات استرخاء -استرخاء عضلي-، ويمكن أن تذهب إلى معالج نفسي ليعلِّمك كيفية الاسترخاء العضلي، ثم بعد ذلك يمكن أن تمارسه في البيت، مع تناول الدواء.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً