الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التوتر وتنميل الوجه والأطراف، فهل من حل لمشكلتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإخوة المستشارين الكرام، حياكم الله، وجعل جهودكم بموازين حسناتكم.

لقد تعرضت في رمضان الماضي لجلطة وريدية عميقة، وانتقلت للرئة، ودخلت على إثرها للعناية المركزة لمدة ٧ أيام، وبعد خروجي لازمتني نوبات من الخوف والهلع لمدة أكثر من شهرين، ثم قلت واختفت، ولكن بقيت أعراض مثل: الصداع في جانبي الرأس، وآلام بالرقبة، وضيق بالنفس، وتنميل بالخد الأيسر (غير مستمر)، وبعض الأطراف أحيانا باليد اليسرى والرجل اليسرى، وقد يحدث باليد اليمنى.

ذهبت لطبيب عظام من أجل آلام الرقبة، وحولني للعلاج الطبيعي، وبعد ٨ جلسات طلب مني الأخصائي مراجعة دكتور نفسي وعصبي، وتم ذلك، وشخصني الدكتور بأني مصاب بحالة توتر وخوف مزمنة، ووصف لي دواء لوسترال ٥٠ مجم لمدة ٨ أشهر، بحيث أبدأ بنصف قرص في الأسبوع الأول، ثم قرص كامل، ولكن بعد تناولي للدواء في الأسبوع الأول رجعت لي نوبات الخوف، وزاد القلق، وحدث لي خمول شديد وإجهاد من أقل مجهود، مصحوب بتنميل بالرأس والقدمين، فتوقفت عن العلاج والحمد لله، وبعد أسبوع رجعت لحالتي بدون النوبات وبقاء التوتر.

والآن ما يزعجني هو تنميل الوجه والأطراف، مع العلم أني بدأت ممارسة الرياضة، فهل أستطيع التغلب على هذه الحالة بدون دواء وما خطورة ذلك علي لو استمرت أكثر؟ أم لابد من الدواء؟ وما هو الدواء المناسب؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ sameh حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك –أخي الكريم – في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، والحمدُ لله تعالى أنك قد شُفيتَ من هذه الجلطة الوريدية، وما تبعها من انتقال الجلطة للرئة، ودخولك للعناية المركزة. الحمد لله تعالى أنت الآن بخير – أخي الكريم – وأعتقد أن الذي حدث لك من مخاوف كان هو نتيجة للتجربة المرضية التي مررت بها، وهي ليست تجربة سهلة حقيقة.

الحمد لله تعالى على نعمة الصحة والعافية التي وهبك إيَّاها، وأقول لك – أخي الكريم -: أنت الآن بخير، وما بقي من توتر وغيره يمكن التخلّص منه، وذلك بممارسة الرياضة، وأنت بالفعل في حاجة لها حتى بالنسبة لصحتك الجسدية، كذلك تطبيق بعض تمارين الاسترخاء، كتمارين التنفُّس التدرُّجي، وقبض العضلات وشدِّها ثم إطلاقها.

وعليك – أخي الكريم – أيضًا أن تُحسِّن من تواصلك الاجتماعي، هذا مهمٌّ جدًّا، وأن تُرفّه على نفسك بما هو طيب وجميل، هذا أيضًا – أخي الكريم – يصرف انتباهك حقيقة عن أعراضك التي أراها نفسوجسدية أكثر ممَّا هي جسدية.

وحقيقةً –أخي– الدعاء، والصلاة في وقتها، والورد القرآني، والذكر على الدوام –خاصة الحرص على أذكار الصباح والمساء– هذه تُمثِّلُ ركيزة وطيدة وأساسية للدفع الإيجابي لصحة الإنسان النفسية والجسدية.

أخي الكريم: أنصحك قطعًا بالمتابعة مع طبيبك، وأقصد بذلك الطبيب المختص لعلاج الجلطة، وربما تحتاج لأن تواصل على مُسيلات الدم – حسب البرنامج الذي يضعه لك الطبيب– وكما ذكرتُ لك: الرياضة سوف تكون قيمة إضافية عظيمة في حياتك من الناحية الجسدية والنفسية، وحتى الاجتماعية، فاحرص على الرياضة.

بالنسبة للعلاج الدوائي – أخي الكريم -: تناول دواء بسيط مثل الـ (دوجماتيل) والذي يُعرف علميًا باسم (سلبرايد) بجرعة كبسولة واحدة في اليوم – قوة الكبسولة خمسين مليجرامًا – لمدة شهرين، أعتقد أنه سوف يُساعدك كثيرًا في القضاء على التوتر، وكذلك القضاء على الأعراض النفسوجسدية.

وتناول أيضًا فيتامين (ب1، 6، 12)، وهنالك مركب لتلك الفيتامينات الثلاث تُسمى (نيروبيون) أعتقد أن ذلك أيضًا سيكون مفيدًا لك بجرعة حبة واحدة في اليوم لمدة شهرين أو ثلاثة.

أخي: أيضًا كن معبِّرًا عن نفسك دائمًا، لأن التعبير عن النفس يُقلل من احتقاناتها، ممَّا يُقلل من التوتر، وكن دائمًا إيجابيًا في تفكيرك ومشاعرك.

هذا ما أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً