الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأفكار السوداوية الناتجة عن الوساوس القهرية وكيفية التخلص منها

السؤال

أنا امرأة متزوجة ولدي توأم في السنة الأولى من العمر، أحب أولادي كثيراً وأحب زوجي أيضاً، لكن الأفكار السوداء تظل تلاحقني بأنني سأفقد أحد أولادي عن طريق حادث مؤلم، وحين أكون على خلاف مع زوجي تلاحقني أفكار سوداء أكثر بأنني يجب أن أخونه كي أعوض على نفسي وأجد الإنسان الذي يحبني دون أن يحملني أعباء إضافية.

أعرف أن هذه الفكرة بالذات سيئة جداً لكن هذه هي حقيقة أفكاري؛ ولأني أريد أن أتوصل إلى حل أستطيع فيه الابتعاد عن هذه الأفكار أكتب لكم بصدق، فأنا وخصوصاً خلال هذه الفترة وهي فترة الحمل والولادة وتربية توأمين والعودة إلى عملي بعد انقطاع فترة الأمومة وواجباتي في المنزل لا أجد وقتاً لنفسي بل دائماً يجب أن أرضي الجميع ولا يحاول أحد أن يحس بما أعانيه!

أعرف أن واجب الأم يحتم علي أن أضحي وأبذل جهدي وأنا لا أتذمر من ذلك لكني بحاجة لمن يساعدني (زوجي مثلاً) الذي يردد دائماً أن تربية الأطفال من واجب الأم فقط، وتربية التوائم ليست بالأمر السهل .

أعرف أني ربما أعاني من مرض نفسي أرجو أن ترسلوا لي الرد بصراحة والطريقة الأنسب كي أبتعد عن هذه الأفكار السيئة والتي أعرف مدى سوئها، ولا أستطيع الابتعاد عنها بالرغم من انهماكي معظم الوقت.

وشكراً لكم سلفاً على هذا الموقع، وعلى رحابة صدركم كي تستمعوا لمشاكلنا وتساعدونا في حلها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلاس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تشخيص حالتك هو إصابتك بما يُعرف بالوسواس القهري، وأنا أعرف تماماً أن هذه الأفكار المتسلطة عليك بالرغم من إيمانك بسخفها إلا أنها تسبب لك الكثير من الألم النفسي، لكن صدقيني أيتها الأخت المباركة أصبح الآن -وبفضل من الله- من السهل التخلص من الوساوس القهرية أفكاراً كانت أو أفعالاً أو خيالات.

هنالك العلاج السلوكي، والذي يقوم على مبدأ مقاومة الفكرة الوسواسية وتحقيرها، واستبدالها بفكرةٍ مضادة، وتكرار هذه الفكرة المضادة حوالي خمسين مرة في اليوم، فمثلاً يمكن أن تُرددي: أولادي في حفظ الله ...أولادي في حفظ الله ...وهكذا .

توجد الآن علاجات دوائية فعّالةٌ جداً، وأرى أنها ستكون أكثر فائدة لك؛ لأنك من الناحية النفسية لا زلتِ في فترة النفاس، حيث التقلبات الهرمونية، والتي هي تزيد من حدة الوساوس، وسأصف لك دواءين أحدهما يُعرف باسم (بروزاك) والآخر يُعرف باسم (فافرين) وجرعة البروزاك هي كبسولة واحدة في الصباح بعد الأكل، وجرعة البداية بالنسبة للفافرين هي (50 مليجرام) ليلاً بعد الأكل، تُرفع بعد أسبوعين إلى (100مليجرام) ليلاً، وأرجو أن تستمري على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر متواصلة، وإذا لم تشعري بتحسنٍ حقيقي، عندها ترفعي جرعة البروزاك إلى كبسولتين في اليوم، وفي كلتا الحالتين تستمري على العلاج لمدة ثلاثة أشهر أخرى، بعدها تخفضي العلاج بصورةٍ تدريجية، حيث يمكن سحب البروزاك أولاً، والاستمرار على الفافرين لمدة شهر آخر، ثم تخفضي الفافرين إلى (50مليجرام) لمدة شهر أخير.

هذه الأدوية كما ذكرت لك فعّالةٌ جداً لعلاج مثل هذه الوساوس القهرية، وهي سليمة وقليلة الآثار الجانبية.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يحفظ أولادك ويجعلهم قرة عين لكما، ونشكرك كثيراً على ثقتك في الشبكة الإسلامية واستشاراتها.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً