الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من آلام مزمنة في الظهر، والتحاليل والأشعة سليمة

السؤال

السلام عليكم

أعاني من آلام مزمنة في الظهر منذ نحو ١٠ سنوات، وراجعت كل الأطباء، وكانت التحاليل والأشعة سليمة، وقد أخبرني أحدهم أن الألم سببه نفسي، ووصف لي سيبرالكس، ولم أستخدمه، وذهبت لطبيب المخ والأعصاب، وأخبرني بأن لدي فيبرومياليجيا، ووصف لي السيمبالتا، وبدأت باستخدامه، وقد مضى علي أسبوعا أشعر بأنه زاد الغلق والاكتئاب، فأي الدواءين أفضل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

يعرف تماماً أن في بعض الناس يمكن أن يتحول القلق النفسي إلى أعراض جسدية وعضوية، القلق النفسي خاصة ما يعرف بالقلق النفسي المقنع أي الذي لا يعبر صاحبه عنه بما بداخله ولا تظهر عليه ظاهرياً أعراض القلق، لكنها تكون مختبئة وتظهر في شكل أعراض أخرى، ومنها الآلام، وخاصة آلام مؤخرة الظهر، وجد أنها وثيقة جداً بالقلق النفسي كما ذكر طبيبك، والقلق أيضاً قد يظهر في شكل ضيقة أو نغزات أو ألم في الصدر، وذلك نسبة لتوتر عضلات القفص الصدري، وقد يظهر أيضاً في شكل صداع، وهذا نسميه بالصداع العصابي أو العصبي، وذلك لأن عضلة فروة الرأس، أيضاً هي عضلة كبيرة جداً، والتوتر النفسي قد يؤدي إلى توترها مما يظهر في شكل صداع، كذلك القولون قد يكون ناتجا من القلق، انقباضات في القولون ناتجة من التوتر وهكذا.

إذاً العلاقة موجودة، لكن قطعاً إجراء التحاليل والأشعة هو إجراء صحيح وسليم وأنت قمت بذلك، فنعتبر -أخي الكريم- أن هذه الآلام غالباً هي ناتجة لتقلصات عضلية قد يكون سببها نوع من القلق النفسي البسيط والذي لا تلاحظه.

العلاجات -أخي الكريم- في هذه الحالة هي أن تحاول أن تزيل أي أسباب للقلق إن كانت موجودة، وفي ذات الوقت تكون معبراً عن نفسك ولا تكتم، الإنسان الذي يفصح عما بداخله بقدر المستطاع مع مراعاة الضوابط الاجتماعية يفتح لنفسه متنفساً ممتازاً نسميه بالتفريغ النفسي، وهذا يزيل الكثير من الاحتقانات النفسية والجسدية.

ممارسة الرياضة أعتبرها في حالتك ضرورية جداً، أي رياضة تناسبك، خاصة رياضة المشي قد تكون مناسبة جداً، فالرياضة مهمة لأنها تؤدي إلى الاسترخاء النفسي، ومن ثم الاسترخاء العضلي، أيضاً تطبيق التمارين الاسترخائية تمارين التنفس التدرجي، تمارين قبض العضلات، وشدها هذا أيضاً فيه فائدة كبيرة.

أن تصرف نفسك عن هذا الألم من خلال التواصل الاجتماعي، وأن تكون شخصاً مبدعاً وشخصاً مهاراتي بمعنى الكلمة، وتحرص على صلواتك في وقتها هذا -يا أخي الكريم- كله يتيح لك فرصة إن شاء الله تعالى علاج نفسي سلوكي جيد جداً لهذه العلة.

نصيحة أخرى أنصحك بها -أخي الكريم- هي: أن تراعي موضع النوم وموضع الجلوس، الوضعية التي تريحك هي الوضعية السليمة فأحرص على ذلك، وأنصحك أيضاً بأن الاستحمام بماء دافئ وصب هذا الماء على منطقة الظهر على وجه الخصوص يفيدك أيضاً، فأرجو أن تراعي هذه الأشياء.

بالنسبة للعلاج الدوائي: لا مانع من السمبالتا، السمبالتا ذكر أنه بالفعل يحسن المزاج ويزيل الآلام فتناوله، وأعتقد أن جرعة 60 مليجراما في اليوم كافية جداً، اصبر عليه، فكثير من هذه الأدوية تؤدي إلى القلق والتوترات في أيامها الأولى؛ وذلك نسبة لأن الإفراز الكيميائي الذي يكون كامناً وخاملاً وراكداً يبدأ في النشاط، وهذا قد يؤدي إلى نتائج عكسية قلق وتوتر، ولكن بعدها تختفي.

أنصحك أيضا بأن تتناول عقار دوجماتيل، والذي يعرف باسم سلبرايد، تناوله بجرعة كبسولة صباح ومساء لمدة شهر، ثم كبسولة واحدة مساء لمدة شهر واحد، ثم توقف عنه، واستمر في السمبالتا، وأرى أن الجرعة الوسطية وهي 60 مليجراما سوف تكون كافية جداً في حالتك، هذا هو الذي أنصحك به -أخي الكريم-، وأرجو أن أكون قد أفدتك بعض الشيء.

أشكرك مرة أخرى على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً