الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب أن أطبق العلاج السلوكي المعرفي لتجنب الوسواس القهري؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب، كنت أعاني من أعراض اكتئاب ووسواس قهري، ورهاب اجتماعي وهلع، وأتعالج تقريبا منذ سبعة أشهر بدواء سيروبليكس وزيبام، اختفت كل الأعراض، ولكن ما زال الوسواس يؤثر على تفكيري وتركيزي، وأحاول تجنبه، وأحيانا يضغط على رأسي فيؤلمني، وأتوقف عن التفكير، وأبقى في حالة عصبية لليوم التالي.

فهل الأدوية النفسية جيدة، وهل يجب أن أطبق العلاج السلوكي المعرفي؟

أفيدوني مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

(السيروبليكس) واسمه العلمي (استالوبرام) هو من فصيلة (SSRIS)، وهو فعّال في علاج القلق والاكتئاب والرهاب الاجتماعي، ولكنّه أقلَّ فعالية في علاج الوسواس القهري، وقد يحتاج الشخص إلى جرعة كبيرة منه لعلاج الوسواس القهري، أي: على الأقل عشرين مليجرامًا يوميًا، الحبة عادةً تأتي في شكل عشرة مليجراما.

أما بخصوص الزيبام، فهو طبعًا مُهدئ، ومضاد للقلق، وهو من فصيلة (بنزوديازيبين Benzodiazepine)، وقد يؤدي إلى الإدمان والتعود، ولذلك لا ننصح بالاستمرار فيه لفترة طويلة تفوق الثلاثة أشهر.

عندك خياران -أخي الكريم- بخصوص العلاج الدوائي: إمَّا أن تزيد جرعة السيروبليكس/ استالوبرام. أو أن تنتقل إلى علاج آخر أنسب لعلاج الوسواس القهري، مثل (سيرترالين)، أو (فافرين) أو (باروكستين)، كلها أكثر فعالية في علاج الوسواس القهري، هذا من ناحية العلاج الدوائي.

أما من ناحية العلاج النفسي فالعلاج السلوكي المعرفي فعّال جدًّا في علاج الوسواس القهري، وينصح كثير من الأطباء النفسيين بأن يكون هنالك دائمًا جمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي، إذ تكون النتائج أفضل، وبالتالي تحتاج إلى جرعة أقل من الدواء، ونضمن ألَّا تعود الأعراض عند التوقف من العلاج الدوائي.

إذًا أنصحك بقوة وبشدة باللجوء للعلاج السلوكي المعرفي، مع هذه الجرعة من السيروبليكس، وإن شاء الله يعطي نتائج طيبة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً