الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أفكار وصراعات داخلية تدعوني للانتحار

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 21 سنة، تعرضت لصدمة نفسية، وبدأت عندي أفكار حول إيذاء نفسي وغيري، بحيث تأتيني تصورات بأن ألقي نفسي من مكان مرتفع!

أعلم في قرارة نفسي أنه حرام، ولا أريد فعل ذلك بتاتاً، ولكني في صراع يومي مع هذه الأفكار، لدرجة أني أتناول المهدئات في بعض الأحيان، أنا أبغض فكرة الانتحار، وأخاف الله، ولكن هناك شيء في رأسي يصور لي أني لن أرتاح إلا إذا ألقيت نفسي من مكان مرتفع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خديجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.

الفكر القبيح هذا الذي يأتيك، وهو الفكر بأن تُلقي نفسك من مكانٍ مرتفع، قطعًا هو فكر ذو طابع وسواسي، وذو طابع تشاؤمي، وهذا الفكر يجب أن يُرفض تمامًا، يجب أن يُقاوم تمامًا، يجب أن تُكثري من الاستغفار والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وتستعيذي بالله تعالى من مثل هذا الفكر.

بالنسبة للصدمة النفسية: أرجو أن تُقابليها بشيء من الكياسة وشيء من الحكمة، وأن تجدي لنفسك الحلول والمتنفَّس النفسي السليم.

أيتها الفاضلة الكريمة: ممارسة الرياضة وشيء من التمارين الاسترخائية والحرص على أن تقرئي على الأقل جزء من القرآن يوميًا، هذا أيضًا سيُساعدك كثيرًا.

إن شاء الله تعالى، لن تقدمي على أي إيذاء لنفسك أبدًا، فأنت مسلمة، أنت مؤمنة، وفي ذات الوقت الفكر أصلاً ذو طابع وسواسي، وغالبًا أصحاب الوساوس لا يتبعونها أبدًا.

اتبعي ما ذكرته لك من إرشاد، وإن شاء الله تعالى ما بك يزول، وإن لم يحصل تحسُّن أعتقد أنه من الأفضل لك أن تتناولي ليس المهدئات، ولكن تتناولي دواءً يُقاوم الوسواس ويُحسِّن المزاج، مثل الـ (أنفرانيل) والذي يُعرف علميًا باسم (كلوإمبرامين)، الجرعة في حالتك جرعة صغيرة، خمسة وعشرون مليجرامًا يوميًا لمدة أسبوع، ثم تُرفع الجرعة إلى خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة أسبوعين، ثم تخفض إلى خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة أسبوعين آخرين، ثم يمكن التوقف عن تناوله.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً