الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من وخز في الشفاه ودوخة وزغللة، فما تشخيصكم؟

السؤال

السلام عليكم

أراقب حالتي باستمرار، تأتي على شكل نوبة؛ أعراضها: وخز بالشفاه، وانتفاخ عروق اليدين، ودوخة، وزغللة، وتعب عام.

ما هي الاحتمالات المرضية؟ وإلى أين أتوجه؟

الإيكو والتخطيط سليم، والرنين سليم، مع أن هناك ديسكا في الرقبة، أفيدوني بجميع الاحتمالات.

وهل أستطيع تناول السيبرالكس لوحده؟ وما هي الطريقة الصحيحة لبداية التناول والعلاج؛ لتجنب آثاره الجانبية؟

وإن حدث وظهرت أعراض جانبية، فما هو التصرف الصحيح في حينها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك مرة أخرى في الشبكة الإسلامية. مشاركاتك ما شاء الله كثيرة، وهي قطعًا فيها إثراء للشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعًا.

أيها الفاضل الكريم: قبل أن نتحدّث عن السبرالكس، ما ذكرته من أعراض حول مراقبة الذات والأعراض الجسدية من وخز بالشفاه وانتفاخ عروق اليدين، وكذلك الدوخة: أنا أراها كلها ناتجة من القلق النفسي، وأعراضك هذه نفسوجسدية، يعني هي أعراض جسدية لكن ليس سببها عضويًا، إنما سببها القلق والتوتر، والذي يظهر لي أن مراقبتك الذاتية الشديدة تؤدي إلى المخاوف وكذلك إلى الوسوسة.

فيا أخي الكريم: لا توسوس، كن أكثر يقينًا وتوكلاً، وعش حياة صحيَّة وسعيدة، مارس الرياضة، اهتمّ بغذائك، نم نومًا ليليًا مبكِّرًا، اجعل صلاتك في وقتها، اجعل تواصلك الاجتماعي إيجابيًا، تطوّرْ على المستوى الأسري، وكذلك مهاراتك فيما يخصَّ عملك، ورفِّه عن نفسك بما هو طيب وجميل، وهكذا - أخي - تُبنى الصحة النفسية الإيجابية.

أما بالنسبة للسبرالكس: فإن كنت تقصد إلى أي مدى هو مفيد في مثل حالتك؛ فقطعًا هو مفيد، ومفيد جدًّا، ويمكن أن تتناوله لوحده. وحقيقة السبرالكس يتميَّز بسلامته المطلقة، وفعاليته الممتازة، لكن يجب أن يتمّ تناوله بجرعة تمهيدية، ثم جرعة علاجية، ثم جرعة وقائية، ثم جرعة التوقف التدرُّجي حتى لا تحدث الأعراض الجانبية والتي تتمثَّل في ظهور القلق والتوتر والدوخة المفاجئة.

ابدأ بخمسة مليجراما - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجراما - استمر عليها لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها عشرة مليجراما يوميًا لمدة شهرين، ثم اجعلها عشرون مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم خفض الجرعة إلى عشرة مليجراما يوميًا لمدة شهرين آخرين، ثم اجعلها خمسة مليجراما يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة مليجراما يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن الدواء.

بهذه الكيفية لن تحدث أي أعراض سلبية، والأعراض السلبية قطعًا إذا حدثت لا بد للإنسان أن يتناول الدواء مرة أخرى، حتى تختفي، ثم يبدأ في تخفيضه مرة أخرى.

أخي الكريم: قطعًا ممارسة الرياضة والتمارين الاسترخائية تُقلِّلُ كثيرًا من الآثار الانسحابية للسبرالكس، وفي ذات الوقت تُفيدُ أصلاً في حالة قلق المخاوف الوسواسي الذي تعاني منه.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً