الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفكر بالموت في كل وقت حتى في الصلاة، فكيف أتخلص من تلك الأفكار؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا فتاه أبلغ من العمر 24 سنة، أخاف من الموت لدرجة الرعب، أشعر أنني سوف أموت قريبا، عندما أسمع بموت أحد فجاة تأتيني حالة رعب.

زواجي قريب بعد شهرين -بإذن الله- ولا أستطيع نشر أي شيء من الشعر على وسائل التواصل الاجتماعي ظنا مني أنني سوف أموت، حتى لا يقال عني أنني كنت شاعرة بعد أن أموت.

إذا حدثني أحد أشعر بأنه يكلمني لأنني سوف أموت بعدها، أتمنى أن أتخلص من هذا التفكير، وأعيش حياة طبيعية مثل البشر، فهل هي مجرد وساوس، أم أن الإنسان يشعر حقا قبل موته أنه سوف يموت؟

أحافظ على صلاتي، وأصلي قيام الليل، وأقرأ الأذكار قبل النوم، وأشغل الرقية الشرعية عند النوم دائما، لكنني لا أستطيع التوقف عن التفكير في الموت حتى أثناء الصلاة، لا أستطيع الذهاب لطبيب نفسي، فكيف أتخلص من تلك الأفكار؟

ساعدوني جزاكم الله خيرا.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mariam حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء.

هذا نوع من التفكير والربط الوسواسي ولا شك في ذلك، وحين نعرّف الفكرة الوسواسية نقول أنها فكرة سخيفة، ليست حقيقية، تتسلط على الإنسان، وتستحوذ عليه، ويجد صعوبة في طردها أو ردِّها أو التخلص منها.

انظري لهذا التعريف العلمي بدقة، وهذا هو الذي ينطبق على هذه الفكرة المتسلطة عليك حول دنو الأجل، هذا الكلام لا أساس له، الحياة والموت بيد الله تعالى، والإنسان لا يعرف أجله ولا يدرك أجله، ولا توجد مؤشرات يعتمد عليها الإنسان ليقول أنني سوف أموت في يومٍ معيَّن.

هذا وسواس، وما دام الوسواس هو فكرة سخيفة متسلطة يكون علاجها بالتجاهل التام، وعليك أن تُكثري من الاستغفار، وأن تستعيذي بالله تعالى من هذه الفكرة، وسيري في طريق زواجك، وافرحي، وكوني إنسانة متيقنة ومتوكلة على الله تعالى توكُّلاً قاطعًا، واحرصي على صلاتك في وقتها، والدعاء، وتلاوة القرآن، والذكر على الدوام، هذا هو المطلوب منك وليس أكثر من ذلك.

التحقير التام للفكرة هو العلاج، وصرف الانتباه التام منها، والإكثار من الأذكار والاستغفار والصلاة على الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • فلسطين هدى

    انصحك بدخول موقع فن الحياة لعبد الرحمن ذاكر، وكذلك متابعة حلقة لماذا الطييون والاذكياء اكثر المصابين بالامراض النفسية ، و حرام تحرقي نفسك واعصابك وانت لك تاثير في المجتمع بارك الله في عمرك، ياريت تتابعي الشيخ النابلسي على موقعه

  • فلسطين المحتلة ورد

    هاي نفس حالتي الخوف من المجهول...

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً