الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل نقصان فيتامين (د) له علاقة بأعراض الاكتئاب التي أعاني منها؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني منذ شهر ونصف من خفقان شديد في القلب، مصحوبا بالدوار والهلع والقلق الشديد، ومشاكل في الجهاز الهضمي، وغازات كثيرة، وتغير شكل البراز في كل مرة.

أجريت فحوصات للدم والغدة الدرقية، وإيكو للقلب، وجميعها سليمة، كما أن طبيبة المعدة أرسلتني إلى طبيب نفسي، وأجريت حصة علاج سلوكي معرفي، كما وصفت لي أدوية: Maré-Mag , Deroxat , Multi Home Actif.

لم أتناول ديروكسات حتى اليوم خشية من أعراضه الجانبية التي قرأتها على الإنترنت، علما بأني لا أعاني من الأرق أو ما شابه، كما أني أمر بفترات زمنية خلال اليوم أكون فيها في صحتي الكاملة, خاصة حين أمارس بعض التمارين الرياضية الخفيفة التي يبدو أنها تعالج الإجهاد، إذ أني لم أغادر الفراش خلال المرض لمدة شهر، حتى أنه صار يخيل لي أن أعراضي شبيهة بأعراض موظف مكتبي لم يمارس الرياضة لسنوات ثم مارسها فجأة.

حاليا أسعى إلى التخلص من الخفقان والإجهاد، وغازات البطن حتى أعود إلى حياتي الطبيعية، فقد أنهكني المرض على امتداد شهر ونصف، ولا أعلم حتى اليوم هل هو عارض نفسي عابر أم علي زيارة مختصين آخرين؛ كأطباء الجيوب الأنفية، والمسالك البولية؟

ملاحظة: أعاني حالة انطواء شديدة مصحوبة باكتئاب -إذ أني لم أغادر المنزل لعامين-، ربما يكون نقص الفيتامين (د) له علاقة بأعراضي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hedi حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت لديك استشارة سابقة (2254522) متعلقة بتسارع ضربات القلب، وتمت الإجابة على هذه الاستشارة.

الآن أنت أخذت كل الخطوات الطبية المهمَّة والضرورية للتأكد من سلامتك الجسدية، واتضح - الحمد لله تعالى - أنك سليم جسديًا، وبعد ذلك ذهبت إلى الطبيب النفسي، وهذا هو الإجراء الصحيح، لأن الحالة نفسية ولا شك في ذلك، وأعتقد أن لديك درجة من قلق المخاوف، وقلق المخاوف يفسِّر كل أعراضك - النفسية والجسدية التي عانيت منها -، والخوف ذو الطابع النفسي لا يعني أن الإنسان جبان أو شخصيته ضعيفة، لا، هو خوف مكتسب ومتعلَّم نسبةً لتجارب سلبية قد يكون مرَّ بها الإنسان.

أهم طرق العلاج هي تجاهل هذه الأعراض، وعدم الإكثار من التردد على الأطباء، وأن تستمر في ممارسة الرياضة، يُضاف إليها ممارسة التمارين الاسترخائية، وهذه مهمَّة جدًّا ومفيدة جدًّا، وأحسب أن طبيبك غالبًا يكون قد أشار إلى ذلك أيضًا.

يمكن للطبيب قطعًا أن يُدرِّبك على هذه التمارين، أو يحوّلك إلى الأخصائي النفسي، أو يمكنك أن تطلع على بعض البرامج الموجودة على النت لتطبيق هذه التمارين، أو يمكنك أن ترجع لاستشارة أعدتها إسلام ويب رقمها (2136015)، في هذه الاستشارة أوضحنا كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء بصورة صحيحة، هذه التمارين جيدة جدًّا.

أخي الفاضل: حقيقة لا بد أن تخرج، ما الذي يجعلك حبيس المنزل لمدة عامين؟ هذا أمرٌ مخالف لما هو طبيعي ولما هو مطلوب، مهما كانت مخاوفك ومهما كانت درجة القلق لديك إلَّا أن التواصل الاجتماعي هو من أفضل طُرق رفع الكفاءة النفسية عند الإنسان. فيا أخي الكريم: اخرج، صلِّي الصلاة مع الجماعة في المسجد، قم بزيارة الأهل، تلبية الدعوات، هذا كله يساعدك مساعدة كبيرة جدًّا في الشفاء والتعافي إن شاء الله تعالى.

الصحة النفسية لا يمكن أن نضعها في مساراتها الصحيحة عن طريق الأدوية فقط، لا، الأدوية تُساهم، لكن الجوانب الاجتماعية والجوانب الإسلامية مهمَّة جدًّا، فأرجو أن تنتهج هذا المنهج الإيجابي.

أنا أرى أن عقار (ديروكسات) مهم جدًّا بالنسبة لك، ولا تنزعج لما قرأته حول الآثار الجانبية، الآثار الجانبية موجودة في كل الأدوية، حتى البنادول إذا قرأت عنه بدقة قد لا تتناوله مطلقًا، لأن البنادل قد يُسبب فشل الكبد.

هذا الأمر نسبي - أي موضوع الآثار الجانبية للديروكسات - ولا يحدث، نادرًا ما تحدث الأعراض التي يتم الحديث عنها، ولا أتوقع أن تواجهك أي مشكلة مع الزيروكسات، لأنك الحمد لله صغير في السِّن، ولديك طاقات إيجابية جسدية وفسيولوجية، فأقدم على تناول الدواء، لأنه بالفعل يُفيد لقلق المخاوف الوسواسي، وأنا أعتقد أنك تحتاج له بجرعة صغيرة.

إذا كان معك الديروكسات CR تناوله بجرعة 12.5 مليجراما يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعل الجرعة 12.5 مليجراما يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناوله. أما إذا كان وصف لك الطبيب الديروكسات فئة العشرين مليجرامًا فابدأ بنصف حبة يوميًا (عشرة مليجراما) يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة واحدة يوميًا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين.

تصحيح فيتامين (د) مهم، وقطعًا انحباسك في المنزل لمدة سنتين قد يكون ساهم في ذلك.

بارك الله فيك، وجزك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً