الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الخوف أمر وراثي؟

السؤال

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هل الخوف أمر وراثي كباقي الأمراض؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا يمكن أن نقول إن الخوف مرض وراثي، الخوف مرض مكتسب، أي: يُتعلَّم من خلال تجارب سلبية تمرُّ بالإنسان خاصة في مراحله التطورية الأولى، لكن ربما تتوفّر قابلية وراثية، وأقصدُ بذلك أن بعض الناس لديهم استعداد وقابلية أكثر من غيرهم بأن يتفاعلوا مع المواقف التي فيها خوف بصورة أشدّ.

فإذًا هنالك قابلية واستعداد وراثي، لكن لا يُورَّث الخوف نفسه، والسلوك الإنساني هو نتاج التفاعل ما بين الوراثة والبيئة، والبيئة هنا أقصدُ بها الأحداث الحياتية التي يعيشها الإنسان، فإذا كان شخص ما لديه تاريخ أسري للمخاوف، يعني عددًا من أفراد أسرته لديهم شيء من المخاوف، وهم يعيشون في محيط واحدٍ، أي: في بيئة واحدة، ويتعرضون لنفس الأحداث الحياتية، هنا تكون المساهمة الوراثية موجودة، وكذلك المساهمة البيئية، وهذا قطعًا سوف يجعل هذا الشخص يُصاب بالخوف.

ختامًا: أتمنى أن أكون قد أوضحتُ الموضوع، ويمكن أن نلخص الأمر في أن الخوف ليس وراثيًا - كما ذكرتُ لك سلفًا -، هو: مكتسب، متعلَّم من خلال الخبرات الحياتية، ودور الوراثة فيه هو أن تجعل الشخص أكثر استعدادًا وقابليةً إذا كان هنالك مَن هو قريبٌ له ويُعاني من الخوف.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا تامر

    كل الاحترام والتقدير الك اخي الفاضل
    من باب التجربة والخبرة هناك مؤشرات قوية أن للوراثة دور كبير بالخوف

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً