الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من تقوس العمود الفقري فهل الجراحة هي الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من تقوس خلقي في العمود الفقري، بدأ بالظهور في عمر ثمانية أعوام، وهو يأخذ شكل (c) وإجراء العملية الجراحية في التسعينات كانت أمرا صعبا، ونسبة النجاح قليلة، وأخبرني الأطباء بأن التشوه يؤثر فقط على شكل الجسم.

قرأت كثيرا عن (kyphosis)، وأنه يمكن أن يتسبب فيما بعد بمشاكل في التنفس والقلب، فهل عملية تعديل العمود الفقري خطرة؟ وهل فعلا هناك أنواع من التقوسات تؤثر فقط على الشكل؟
علما بأنني أحيانا أعاني من ألم في الخاصرة عند الجلوس بسبب احتكاك القفص الصدري بعظام الحوض، فبماذا تنصحونني؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريماس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

هناك نوعان من تحدب الظهر: أولهما: هو التحدب بسبب الجلوس الخاطئ، وهذا النوع من التحدب هو نوع حميد؛ لأنه ينتج عن أسباب لها علاقة بالجلوس الخاطئ، أو الجلوس بشكل مائل، أو الانكفاء عند القراءة والكتابة، مما يؤدي إلى ترهل عضلات منطقة أعلى الظهر وظهور الحدبة فيها، وهذا النوع عادةً ما يظهر في المراهقين وفي الأولاد والبنات، ويمكن للشخص التأكد من أن سبب التحدب هو الوضعية، بأن تستلقي على ظهرك على الأرض، فإن اختفى التحدب فيكون السبب هو تحدب وضعي أي بسبب الوضعية.

يكون العلاج في هذا النوع من التحدب بتبيان أهمية الجلوس باستقامة، وأيضًا عمل برنامج تمريني مكثف بالعلاج الطبيعي، لعمل جلسات تقوية وتمارين لمنطقة أعلى الظهر والكتفين، بحيث تستطيع هذه العضلات لاحقاً القيام بهمة إسناد القوام ووضعه بشكل سليم، كما يتم إرشاد المريض أو المريضة إلى طريقة الجلوس الصحيحة، خصوصاً عند الدراسة والمذاكرة، أو عند استخدام الأجهزة الإلكترونية.

وهناك نوع آخر من التحدب: ويسمى التحدب غير معروف السبب (idiobathic kybhosis)، في هذا النوع من التحدب يكون هناك اضطراب في قوام الفقرات الصدرية المتراصة فوق بعضها، بحيث تزداد درجة الميلان الطبيعي، الذي يتراوح عادةً ما بين 35 درجة إلى 45 درجة، وقد تصل إلى 60 أو 70 درجة.

وفي هذا النوع لا يكون هناك سبب معروف وواضح لظهور الحدب ،إلا أنه يُعتقد أن السبب هو الخلل في نمو الفقرات، أو في نمو الغضاريف التي بين هذه الفقرات، وإذا طُلب من المريض أن يصلح وضعية ظهره بالاستقاء على الأرض على ظهره فإنه لا يستطيع أن يفعل ذلك، ويبقى هناك تحدب وقد لا يستطيع أن يلمس رأسه بالأرض.

في مثل هذه الحالة إن كان التحدب بسيطاً ولا يؤثر على شكل المريض الخارجي، فإنه يتم الاكتفاء بكامل جلسات العلاج الطبيعي، ونُصح الطفل أو الطفلة بالجلوس بالطريقة الصحيحة، وعمل فحص دوري كل ستة أشهر، للتأكد من عدم ازدياد درجة التحدب، أما إذا كان التحدب كبيراً، ويبلغ 70 أو 80 درجة، فإنه في هذه الحالة يتم اللجوء إلى التدخل الجراحي بهدف تعديل التقوس والتحدب قدر الإمكان ومنع زيادته، وتحسين شكل قوام المريض.

لذلك إن كان التحدب يختفي عند الاستلقاء على الظهر على الأرض، فإنه من النوع الحميد، أما إن لم يختفِ التحدب تمامًا، فإنه يجب مراجعة طبيب مختص بجراحة العظام أو جراحة العمود الفقري، وهو سيقوم بالفحص الطبي، ثم إجراء أشعة على الظهر، وقياس درجة التحدب، ثم مناقشة الخيارات، لأنه يمكن في الحالات الشديدة أن يشعر المريض بضيق في النفس، وكذلك قد يحصل انضغاط الأعصاب في الظهر بسبب انحناء الظهر.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً