الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوف المرأة من الكلام بالحق خاصة أمام زوجها

السؤال

لاحظت أني جبانة جداً خاصة أمام زوجي، فلا أستطيع أن أحمي أو أناصر إخوتي أو حتى أمي، حتى وإن كنت أعرف أنهم على حق تجد أن لساني لا يتحرك وصوتي لا يخرج، وإنما أتحدث داخلياً وبصوت خافض! أرجو إفادتي حتى وإن كان هذا الأمر يحتاج إلى فتوى وتريدون تحويلها إلى العلماء الأفاضل.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ م حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله أن يعفو عنا وعنك .

وبخصوص استشارتك التي تتعلق بخوفك أمام زوجك، ولا تستطيعين أن تقولي الحق أمامه، أقول: إن الخوف أمرٌ غير مرغوب فيه إلا من الله تعالى، فالخوف منه سبحانه مطلوب وواجب، ولكن لا يكون الخوف من غيره، وبهذا يقول العلماء: (لا يجتمع خوفان في قلب مؤمن: الخوف من الله والخوف من الخلق) ويمكن اتقاء الخلق ظاهراً وإظهار الخوف منهم، ولكن يجب ألا يكون خوفاً قلبياً، وعلة ذلك أن جماع الخير والشر بيد الله، وأن الأمة كلها لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، هكذا ورد الحديث من رواية ابن عباس.

فإذا علمت ذلك، فاعلمي أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ من الجبن في الدعاء المشهور، ولذا عليك أن تتخلصي من هذا الخُلق، ولكن إن كان الخوف ناتجٌ من الحياء فلا بأس به؛ لأن الحياء من الإيمان، وهو أن يستحي الإنسان من فعل أو قول غير محبب، وأرى علاج جبنك من زوجك يكون بالآتي:

1- تيقني أن زوجك لا يملك أن يضرك أو ينفعك بشيء، بل ولا الطلاق، فإن كل الأمور بيد الله، والله يفعل ما يشاء.

2- أقبلي على الله بالعبادة بأنواعها وذلك بإخلاص، وكذلك الدعاء، حتى يمتلئ قلبك بالإيمان والخوف منه سبحانه، فيطرد الخوف من الخلق.

3- تحيني فرصة خطئه في القول أو في الفعل بشرط أن يكون الخطأ واضحاً، وهنا أظهري رأيك كحقيقة من غير انتقاد أو انفعال، فلن يستطيع أن يفعل بك شيئاً، لا سيما إن كان رأيك له دلائله من الواقع أو من الشرع، واستمري على ذلك فترة حتى تقوى إرادتك أمامه، فتستطيعي أن تواجهيه بالحقائق، وتتحول الغلبة لك.

ولا يعني قولي هذا أن يكون منهجك مع زوجك منهج المعارضة له، وإلا فإن حياتكما ستكون جحيماً، لكن أردت أن تقولي الحق، والذي يترتب على عدم قيامه باطل.

أسأل الله أن يوفقك لما فيه الخير والرضا.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً