الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عقار تومبود أو الدوجماتيل ما هي آثاره الجانبية وما هي بدائله؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤالي إلى الدكتور: محمد عبد العليم -جزاه الله كل خير-.

أتناول دواء (توبمود)، (سولبيرايد 50 مجم)، جرعة واحدة بالمساء؛ لعلاج القلق والتوتر وعسر المزاج البسيط، وأشعر بالتحسن عند تناوله.

أريد الاستفسار حول بعض الأمور:

- هل هذا الدواء هو نفسه دواء (دجماتيل)؟
- هل يسبب الدواء المذكور النعاس والكسل فى بعض الأحيان، وهل يؤدي إلى عدم انتظام النوم؟
- هل يسبب الدواء المذكور الاكتئاب؟ علماً بأن النشرة الطبية التابعة له تذكر في موانع الاستعمال الإصابة بالاكتئاب، وأنا أشعر عند التوقف عنه بشيء من عسر المزاج والاكتئاب.
- هل يوجد ضرر من الاستمرار على هذا الدواء على المدى البعيد؟ وما هي الجرعة الصحيحة لتناوله؟ وفي حالة التوقف عنه هل يسبب آثارا جانبية؟
- ما هي بدائل هذا الدواء التي يمكن استخدامها عند اللزوم ولا تسبب الإدمان أو التعود أو الآثار الجانبية الثقيلة؟ خاصة من الناحية الجنسية، فأنا مقبل على الزواج.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

أخي: نعم دواء (توبمود) أو (سولبيرايد) هو نفسه الـ (دوجماتيل)، والدوجماتيل هو الاسم التجاري الأساسي.

الدواء غالبًا لا يُسبب الكسل، ولا يسبب النعاس، ولا يُسبب اضطرابًا في النوم، خاصة إذا كانت جرعته صغيرة كخمسين مليجرامًا يوميًا مثلاً، فالدواء يُعتبر محايدًا جدًّا من حيث تأثيره على النوم، وبما أنه استرخائي قد يُحسِّن النوم لدى بعض الناس.

هذا الدواء لا يُسبب الاكتئاب أبدًا، بل على العكس يستعمل في دولٍ كإيطاليا لعلاج الاكتئاب النفسي البسيط، فهو دواء جيد ودواء سليم.

لا يوجد أي ضرر على المدى البعيد من استعماله إذا كانت الجرعة صغيرة مثل التي تتناولها.

الدواء قطعًا له بعض الآثار الجانبية مثل بقية الأدوية، وأهم أثر جانبي له هو أنه قد يرفع من مستوى هرمون الحليب والذي يُسمى برولاكتين.

ارتفاع هرمون الحليب عند النساء ربما يؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية، وعند الرجال ربما يؤدي إلى تضخم في الثديين، أو أحدهما، وفي بعض الأحيان قد يؤدي إلى ضعف جنسي بسيط.

هذه النقطة لا تزعجك؛ لأنها نقطة حسَّاسة جدًّا، وأنا ذكرتها فقط من أجل أن تعرف أن الدواء إذا استُعمل بجرعاتٍ كبيرة، والجرعة الكبيرة التي أتحدث عنها هي مائتي مليجرام في اليوم أو أكثر، علمًا بأن الجرعة الكلية لهذا الدواء هي ألف ومائتي مليجرام، وفي حالات الذهان يُعطى هذا الدواء أيضًا بجرعة ستمائة مليجرام أو أكثر.

فالدواء بجرعة الخمسين مليجرام يوميًا أستطيع أن أقول لك أنه سليم، وليس له أي آثار جانبية، حتى الآثار الجانبية التي ذكرتها لك لن تحدث لأنها مرتبطة بالجرعة كما ذكرتُ لك.

أحد بدائل هذا الدواء عقار (موتيفال)، وهو موجود في مصر، مُشابه للدوجماتيل لدرجة كبيرة، ولا يؤدي إلى التعود، ولا يؤدي إلى الإدمان، وهو أيضًا قليل الآثار الجانبية.

أما بالنسبة لسؤالك قبل الأخير وهو: هل يوجد ضرر من استعمال هذا الدواء على المدى البعيد؟
لا يوجد ضرر، كما ذكرتُ سلفًا، لكن قطعًا الإنسان يجب ألا يتناول أي أدوية لمددٍ طويلة دون سببٍ أو دون مراجعة الطبيب، أو دون إجراء فحوصات طبية مختبرية دورية.

الجرعة الصحيحة تحدَّثنا عنها، بالنسبة للذهان هي ألف ومائتي مليجرام يوميًا، وبالنسبة للذهان السلبي هي ستمائة مليجرام يوميًا، بالنسبة للقلق وللتوتر والأعراض النفسوجسدية، كاضطراب القولون العصبي، وهي حتى مائة وخمسين مليجرامًا في اليوم، أي من خمسين إلى مائة وخمسين مليجرامًا في اليوم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً