الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخوف من كل شيء وأريد علاجا يخلصني من ذلك.

السؤال

السلام عليكم

أنا تعب جدا، وهذا التعبير لا يوضح كثرة ما أعاني منه، فأنا أخاف من الناس بدون سبب، ولا أتحدث إليهم، وأخاف خوفا شديدا من الخروج من المنزل؛ لأني أحس أن الناس تتكلم علي حتى لو كنت في مكان لا يعرفني فيه أحد، وأنا متأكد أنني أتوهم ذلك، ولكني لا أستطيع السيطرة على نفسي، فالخوف موجود في قلبي وعقلي، حتى وصل بي الحال أنني انعزلت عن الناس حتى في المنزل، لا يوجد سبب لكل ذلك، وما أعانيه كان سببا في تدمير حياتي العملية والشخصية.

أتمنى الخروج، وأن أحس بطعم الحياة بدون خوف، أنا أتابعك، ولاحظت بعض الحالات التي تشبهني، ويوجد لها علاج يساعد بنسبة 30 بالمئة، مع التطبيقات الأخرى في العلاج السلوكي، وقررت أن أحضر الأدوية، وبالفعل أحضرت دواء الفافرين، وقرأت عن النسب، وعن دواء آخر اسمه زولفت، ولكن لا أعرف أيا منهم يناسب حالتي، أرجو من الله أن تفيدني.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا تتوجس حول مقاصد الآخرين، وأسأل الله تعالى أن يحفظك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك ومن فوقك وألا تغتال من تحتك.

المبدأ العام هو أن نحسن الظن بالناس، أنا أعرف أن هذا الفكر الشكوكي متسلط عليك ومستحوذ، وهو يحمل بعض الجوانب الوسواسية، لكن لا بد أن تدفعه ولا بد أن تحقره ولا تهتم به. ابن علاقات طيبة مع الصالحين من الناس؛ لأن ذلك يشعرك بالطمأنينة للآخرين.

وكن مرتبطاً بأسرتك، وكن شخصاً فعالاً لا تغلق على نفسك أبواب الحياة الطيبة، فالإنسان هو كائن اجتماعي في المقام الأول، ولا يمكننا أبداً أن نفصل أنفسنا عن الآخرين، اجتهد في عملك، طور مهاراتك وكفاءتك، ولا بد أيضاً أن تشارك الناس في مناسباتهم، في أفراحهم، في أتراحهم هذا يعطيك ثقة كبيرة جداً في الآخر.

بالنسبة للعلاجات الدوائية: حالتك تحتاج لأحد الأدوية المضادة للظنان والشكوك بجانب الدواء المضاد للوساوس، وإن قابلت طبيباً نفسياً هذا هو الأمثل، وإن لم تستطع فأنا أقول لك أن الدواء الذي سوف يناسبك هو عقار بروزاك، والذي يسمى فلوكستين يضاف إليه عقار آخر يسمى رزبيريادون، وفي مصر يوجد منتج تجاري جيد يسمى فلوزاك وسعره معقول جداً.

وجرعة الفلوكستين: أن تبدأ بكبسولة واحدة 20 مليجراما يومياً، تتناولها بعد الأكل لمدة شهر، ثم تجعلها كبسولتين يومياً، أي 40 مليجراما تتناولها لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك اجعلها كبسولة واحدة يومياً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أما بالنسبة للرزبيريادون فتبدأ في تناوله بجرعة 1 مليجراما ليلاً لمدة شهر، ثم تجعلها 2 مليجراما ليلاً لمدة شهرين، ثم 1 مليجراما ليلاً لمدة شهرين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء، وكلاهما سليم وكلاهما فاعل وجيد.

أسأل الله تعالى أن ينفعك بهما، بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً