الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مريض نفسي وأتناول دواء (الزيروكسات سي آر)، أريد نصحكم وإرشادكم.

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من الاكتئاب، وصرف لي دواء (باروكسات جرعة 25) وبعد ذلك رفعت الجرعة إلى 30 لمدة شهر وأسبوع، ولكنني لم أستفد منها أي شيء، ثم قام الطبيب بتغير الدواء، وقال لي: أن (باروكسات) شركة سيئة، وصرف لي (الزيروكسات سي آر 25)، فأنا أتناوله منذ أربع أيام، ولكنني أعاني من نوم سيء وقليل، وأحلام مزعجة، وخمول وتعب، فهل هذه من الأعراض من العلاج؟ ومتى ستختفي؟ وما رأيكم بدواء (الزيروكسات سي آر) هل هو ممتاز للاكتئاب أم هناك علاج أفضل مثل (لوبرا)؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ لجين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أنتِ قمتِ بإجراء صحيح، وهو الذهاب إلى الطبيب، والذي شخص حالتك على أنها اكتئاب، وصرف لك العلاج الدوائي اللازم.

قبل أن أدخل في تفاصيل حول الدواء أريدك أن تسعى لإزالة أي مسبِّبات واضحة بالنسبة لك قد تكون ساهمتْ في ظهور حالة الاكتئاب التي تعانين منها، وإن لم تُوجد أسباب اسعي دائمًا لأن تكوني إيجابية في تفكيرك ومشاعرك وسلوكك، الاكتئاب يحبط الإنسان ويجرُّه نحو المشاعر السلبية والأفكار غير المُجدية، فحاولي أن تقاومي ذلك.

حاولي أن تكوني شخصًا متفائلاً، وأن يكون لك برنامج لإدارة الوقت، وأن تكون لك أنشطة متعددة، أن تحرصي على صلاتك في وقتها، أن تتواصلي اجتماعيًا، لأن التواصل الاجتماعي فيه خير كثير جدًّا، تواصلي مع صديقاتك، مع أرحامك، التواصل الاجتماعي الجماعي المثمر من خلال الالتحاق مثلاً بأحد مراكز وحلقات القرآن، هذا فيه فائدة كبيرة جدًّا لك.

ممارسة الرياضة، أي نوع من الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة، كرياضة المشي مثلاً، ستكون أيضًا مفيدة لك.

وأريدك أيضًا أن تنظمي نومك من خلال ملاحظات بسيطة جدًّا، وهي: أن تتجنبي نوم النهار، ألَّا تتناولي أي مُيقظات كالشاي والقهوة والبيبسي والكولا بعد الساعة السادسة مساءً، وأن تحرصي جدًّا على أذكار النوم، وأن تثبتي وقت النوم، وأن تكوني في حالة استرخائية قبل النوم، والنوم يأتي لأن النوم حاجة بيولوجية نفسية وفسيولوجية. نُمهِّد الطريق للنوم من خلال الآليات التي ذكرتها لك.

اجعلي أيضًا غذاءك متوازنا، القراءة واكتساب المعرفة فيها خير ومنفعة كبيرة جدًّا.

إذًا الاكتئاب يُعالج من خلال هذه الآليات وليس فقط من خلال الدواء، أما بالنسبة للأدوية فهي تُساهم بنسبة خمسة وعشرين إلى ثلاثين بالمائة فيما يخص علاج الاكتئاب.

الزيروكسات CR دواء جيد، دواء ممتاز جدًّا، وهو يُعالج بالفعل الاكتئاب النفسي، كما أنه مفيد في علاج القلق والخوف والوسوسة، وجرعة خمسة وعشرين مليجرام CR أراها جرعة ممتازة جدًّا، فقط يُعاب على الزيروكسات أنه دواء قد يؤدي إلى آثارٍ أو أعراضٍ انسحابية إذا تمّ التوقف عنه فجأة، لذا - وبعد أن تكملي دورة العلاج المقررة لك – يجب أن يكون التوقف عن الزيروكسات تدرُّجًا، هذه نقطة مهمَّة جدًّا، والدواء أيضًا قد يفتح الشهية قليلاً لدى بعض الناس، فإن حدث لك شيء من هذا أرجو أن تُراعي وتستحضري وتطبقي الطرق التي تمنع زيادة الوزن.

بالنسبة للنوم: تحدثتُ لك عن الصحة النومية، لكن إذا كان أمر النوم مستعصيًا جدًّا فلا مانع من أن تتناولي ربع حبة من الدواء الذي يُسمَّى (ريمارون)، واسمه العلمي (ميرتازبين)، دواء جيد وغير إدماني ويمكن أن يُساعدك، استعمليه لمدة أسبوعين أو ثلاثة، وذلك بجانب الزيروكسات.

كما أن عقار (إيمتربتالين) أيضًا بديل جيد، والجرعة هي خمسة وعشرون مليجرامًا ليلاً، فقط الإيمتربتالين قد يُسبِّب بعض الجفاف في الفم.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في استشارات الشبكة الإسلامية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً