الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من عسر المزاج مما يؤثر على دراستي، كيف أتخلص من ذلك؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب، أعاني من عسر شديد في المزاج، وخاصة فترة الصباح، علما أنني أتناول سيبرالكس بجرعة 10 ميلجرام منذ ثلاثة أشهر، بسبب نوبات هلع وخوف وقلق.

لا أستطيع التركيز في الدراسة أو العمل، أو تنظيف المنزل، أشعر بالتعب الشديد، فهذا كله يزيد من احتمالية اليأس والأفكار الإحباطية وقلة الثقة بالنفس، علما بأنني مقبل على مرحلة دراسية هامة جدا، فيزيد هلعي بأنني سأفشل إذا بقيت على هذا المنوال.

أشعر بالقلق عند الاستيقاظ بعد النوم العميق، ويكون نومي غالبا مصحوبا بالكوابيس والأحلام المزعجة، علما بأن عسر المزاج يأتي وإن كان المنام جميلا، وأشعر بشعور مزعج عند الوجنتين عند تزاحم الأفكار، فما السبب؟

بعد شهر من استعمال الدواء شعرت براحة كبيرة وثقة بالنفس، وهدوء في المزاج طوال اليوم، ولكن سرعان ما يتغير هذا كله في اليوم التالي، فلا أعلم هل أزيد جرعة الدواء؟ رغم أنني متخوف من ذلك، فأنا أحتاج للتركيز والدراسة، وعدم النوم الكثير والعميق، وهل السيبرالكس غير مفيد؟

عند تواجدي مع أصدقائي يكون مزاجي أفضل، وخاصة عند الجلوس لفترات طويلة على الكومبيوتر، لكن يزيد قلقي بانني لن أستطع الدراسة، وتزيد حالتي النفسية سوءا إذا ضغطت على نفسي كثيرا في الدراسة، حتى أصبحت أخاف من الأمراض النفسية.

ملاحظة: عسر المزاج المزعج له أكثر من 3 سنوات، وتأزمت حالتي بعد السنة الثانية عندما قررت ترك دواء سيرترالين، فظننت أنني تجاوزت الخوف، ولكن وبعد فترات اكتئاب متفاوتة بدأت تأتيني أفكار قهرية، فكنت أتخيل بأنني مصاب بالنهام العصابي، أو أنني أقوم بضرب الفتاة التي أراها زوجتي المستقبلية وهكذا، فما سبب تطور الحالة؟ وهل السبب هو الجلوس لفترات طويلة في البيت مع ضغط الدراسة والأفكار؟ أم أن هناك شيئا خاطئا أفعله؟ وهل يمكن أن تتطور حالتي أكثر؟ وكيف أتجنب ذلك؟

لي إرادة كبيرة برفض المرض والطموح بمستقبل مشرق، ولكن دائما ما تأتيني فكرة سلبية أو قهرية، وخاصة بعكر المزاج لتتركني بنوبة هلع، أو باللجوء إلى النوم للراحة، فما تشخيصكم لحالتي؟

أتمنى الإفادة، جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن عكر المزاج -خاصة في الصباح- عرض من أعراض الاكتئاب النفسي، وهناك كثير من الأشخاص الذين عندهم نوبات هلع -أو اضطراب الهلع- يحدث لهم بعد فترة اكتئاب، ويجب علاجه مثل علاج نوبات الهلع، والشيء الإيجابي أن الأدوية التي تُعالج نوبات الهلع أيضًا تُعالج الاكتئاب النفسي، ولكن قد تكون الجرعة مختلفة.

السبرالكس من الأدوية الفعالة لعلاج اضطرابات الهلع والقلق والاكتئاب في نفس الوقت، وأحيانًا فعلاً قد يحتاج الشخص إلى جرعة أكثر من عشرة مليجرام، خمسة عشر مليجرامًا أو حتى عشرين مليجرامًا، ولا أدري لماذا تركتَ السيرترالين طالما تحسَّنت عليه، لأن السيرترالين أيضًا دواء فعّال أيضًا لعلاج الاكتئاب النفسي ونوبات الهلع.

والآن يمكنك زيادة ورفع جرعة السبرالكس إلى خمسة عشر مليجرامًا، ثم إلى عشرين مليجرامًا، وانتظر إلى فترة شهر، أو شهر ونصف إضافي، وإذا لم يكن هناك تحسن كافي فأنصحك بالرجوع إلى (سيرترالين).

الشيء الآخر في استشارتك: طالما أنت تتحسَّن عندما تكون مع الأصحاب وتسوء الحالة عند الجلوس في البيت، فيعني هذا أنك تحتاج إلى علاج نفسي -أخي الكريم- تحتاج إلى جلساتٍ نفسية مع العلاج الدوائي، وهذا -بإذن الله- يكون أفضل لحالتك، علاج جلسات نفسية، وإرشاد لتعليمك مهارات تتبعها لكي تتخلَّص من عكر المزاج والاكتئاب الذي يصاحبه، مع تناول الأدوية.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً