الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاقة بين الزوجين وما يعتريها من فتور أحياناً

السؤال

أنا متزوجة منذ أربع سنوات، وعندي طفلة عمرها سنة ونصف، ومشكلتي هي أني في السنتين الأوليين من زواجي كان زوجي لا يبدي لي حبه مع العلم أنه كان لا يقصر معي ويوفر لي كل ما أحتاجه، ولكن لم أشعر أنه يحبني.

كان له صديق وكان يهتم به كثيراً، وكنا دائماً نتشاجر بسبب ذلك الصديق! مع أني كنت أبدي له كل الحب والاهتمام، وكنت أصارحه وأبدي له حزني واستيائي من صديقه واهتمامه الزائد به، ولكن لم ينفع ذلك إلى أن جاء الوقت الذي انفجرت به وأصبحت لا أبالي، وأحس أني لا أحب زوجي، أحس أني أصبحت متبلدة المشاعر والأحاسيس مع أني كنت أفيض بالمشاعر.

أصبح زوجي يهتم بي أكثر ويحاول أن يتقرب مني ولكني لا أستطيع في أغلب الأحيان أجامله في مشاعري، أصبحت كالحجر، حتى هو بدأ يحس بقسوة أسلوبي وجلافة مشاعري، لا أعلم ماذا أفعل؟ أريد حلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضلة/ أم ريوف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أسأل الله أن يسعدنا وإياكم، ويوفقنا لما فيه الخير والرضا، اللهم آمين.
تسلمت رسالتك التي تتعلق بعدم حبك لزوجك، والقسوة في التعامل معه.

ابنتي، أبدأ لك بما قاله الشاعر:
وما سمّي الإنسان إلا لنسيه **** وما القلب إلا أنه يتقلب

وقبل ذلك يقول نبينا صلى الله عليه وسلم في الحديث: (يُصبح العبد مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً)، وكان يدعو دائماً: (يا مقلّب القلوب ثبت قلبي على دينك).

ومن هنا فتقلب المشاعر والأحاسيس، وتقلب القلوب في الحب والكراهية وارد، ولكن يجب على المسلمة ألا تحب وتكره بمشاعرها وأحاسيسها وشعورها وهواها، إنما يجب أن يكون ذلك بضابط الشرع، فتحبين لله، وتكرهين لله، فإذا كان هذا الضابط فأقول لك:

1- لقد أخطأت أولاً في كراهية صديقه؛ لأنك أخذتك غيرة النساء عليه، وإلا فما ذنب هذا الصديق ولماذا كرهته؟

2- رجع زوجك وأبدى لك حبه ومشاعره، ولكن لم تتفاعلي معه، لماذا لا تستطيعين الإجابة، غير أنها كراهية داخلية ترجع إلى الجانب النفسي فقط.

ومن هنا عليك الرجوع إلى الله أولاً بالتوبة والاستغفار، ثم حاولي أن تحكمي تعاملك وسلوكك مع الآخرين وأولهم زوجك بميزان الشرع، فإن لم يكن منه سلوك سيء واضح أو تعامل خارج عن ميزان الحق، فوجب عليك أن تبادليه الحب والمودة.

ومن جانبٍ آخر، اعلمي أن الحياة الزوجية لا تخلو من الاحتكاك بين الزوجين وقيام بعض المشاكل، ولكن علاج ذلك يكون بالصبر حتى تمر رياح الفتنة فتسكن الريح وتعود الحياة لطبيعتها، فعليك بالصبر على هفواته وأخطائه، فسرعان ما يرجع.

والآن، فإنه يبادلك شعور الحب والمودة، وأنت تبتعدين عنه، وعلاج ذلك أن تتذكري ربك ومحاسبته لك، فهذا يستوجب عليك الرجوع فوراً، وأن تتغلبي على مشاعرك، وتخدمي زوجك، وتطيعيه في فراشه، وتحسني صحبته، فهو شريك الحياة وأمل المستقبل بالأولاد.

فاسألي الله أن يُعينك على الخير، وقومي عند السحر، وأكثري من الدعاء أن يرزقك حب زوجك ومودته.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر حياة

    الحياة قصيرة والخير فيما اختاره الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً