الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاكتئاب والقلق وجدوى علاج الستابلون

السؤال

السلام عليكم.
أن أعاني من حالات اكتئاب وقلق نفسي، حيث لا أحس بأي سعادة، ولا أحس للدنيا طعماً، كذلك سريع الغضب، كثيراً ما أندم على تصرفات أقدمت عليها في حالة الغضب، مع العلم أني طيب القلب، ضعيف التركيز بشكل كبير، تمر علي المعلومات وفي حال السؤال عنها ولو أن المعلومة قرأتها قبل دقائق فلا أذكر عنها شيئاً، متقلب المزاج، أخاف من اتخاذ القرار خاصة في العمل ولو كان من صلاحياتي، إنسان ملول لا أحب الاجتماعات، أخاف من إبداء رأيي أمام الآخرين.

ذهبت لعدة أطباء فمنهم من صرف لي الأفكسر، وأحسست بفائدة لكن مع الاستمرار بدأت تقل فاعليته، ثم حولني لدواء اسمه ستابلون آخذه ثلاث مرات في اليوم، لكن لم أبدأ بتناوله لأن شخصاً أعرفه قال لي إنه يأتي بالكوابيس وإن له من السلبيات كذا وكذا..

أنا والحمد لله متزوج، حياتي الاجتماعية والمالية طيبة، تعليمي جامعي ولله الحمد، وبدون منغصات، من المحافظين على الصلوات في أوقاتها ومكانها، من المتصدقين ولله الحمد، غالباً أحافظ على الوتر آخر الليل والضحى، مع هذا أنا طفشان لا أسمع الغناء ولله الحمد، فما رأيكم في هذا الدواء؟ ومدى فاعليته لمثل حالتي؟

ملاحظة: قمت بالذهاب لمحلات شركة Gnc للأعشاب، وأخذت منهم عشبة اسمها (حشيشة القلب)، وأحس أنها مفيدة لي نوعاً ما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

لا شك أن الأعراض التي ذكرتها كلها تمثل الأعراض الأساسية للاكتئاب النفسي، والذي أصبح منتشراً في زماننا، ولكن بفضل الله تعالى أصبح أيضاً يمكن علاجه عن طريق الأدوية الحديثة الفعالة، وكذلك محاولة تغيير التفكير السلبي إلى تفكيرٍ إيجابي، ومن أهم الأشياء بالنسبة لك هو أن تعبّر عن نفسك دائماً خاصةً في الأشياء الصغيرة التي لا ترضيك؛ لأن السكوت أو الصمت عن هذه الأشياء البسيطة يؤدي إلى تراكمات واحتقاناتٍ نفسية، يأتي منها الغضب والتوتر، والعصبية، وزيادة الاكتئاب.

أما بالنسبة للأدوية المضادة للاكتئاب، فيعتبر الإيفكسر من أفضلها، ولكن كثيراً من المرضى يحتاجون للجرعة القصوى، وهي 225 مليجرام في اليوم.

أما بالنسبة للاستابلون، فهو دواء لا بأس به أيضاً، ولكن كما ذكرت يسبب بعض الصعوبات والآثار الجانبية لبعض الناس، وقد ذُكر أخيراً أيضاً أنه ربما يسبب نوعا من التعود، ولذا لا أنصحك به.

أما الأدوية العشبية، فهنالك الكثير من الكلام والاختلاف حولها، ولا أنصح باستعمالها في ذات الوقت مع الأدوية الطبية؛ حيث أن تركيبة هذه الأعشاب غير مُقاسة بالمقاييس الطبية الدقيقة، ولذا ربما تتفاعل بعض مكوناتها بصورةٍ سلبية مع الدواء.

أرجو يا أخي أن تتناول الأدوية الطبية النفسية ولكن بجرعة صحيحة، وأن تصبر عليها، حيث إن معظم هذه الأدوية لا تُفيد قبل شهرين من بدايتها.

كما ذكرت لك سابقاً لا زلت أنا أفضل الإيفكسر كعلاج ممتاز، ولكن إذا أردت أن تنتقل إلى البدائل الأخرى، فربما يكون البروزاك هو الأنسب، وجرعته هي 20 مليجراما أولاً، ولمدة شهر، ثم يمكن أن ترفعها إلى كبسولتين (40 مليجراما) وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم، لمدة ستة أشهر أخرى.

يوجد دواء أيضاً فعال وممتاز، يُعرف باسم ريمانون، وجرعته هي 30 مليجراما ليلاً، وهو يُفيد في حالات الاكتئاب المصحوب باضطرابات في النوم، والشيء الوحيد الذي يُعاب عليه أنه ربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن.
نشكر لك تمسكك والتزامك بدينك، وعليك السير على هذا المنوال، فهو إن شاء الله خير مُعين لك في أمور دنياك وصحتك النفسية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً