الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من احمرار وجهي عندما يوجه الكلام لي، فما التوجيه؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة، ظهرت مشكلتي عندما كنت حامل، كلما كلمني شخص أو وجه إليّ الحديث أحس بحرارة في وجهي ويحمر كثيرا، مع العلم أني لا أخجل أبدا، ودائما أبادر بالحديث، لكن هذا العائق أزّمني! أصبحت أتحاشى الكلام، وتطور كثيرا الفترة الحالية، حتى مع عائلتي إذا تكلمت يحمر وجهي، إحساسي أن حياتي توقفت كل الوقت، أفكر في حلٍّ للمشكلة، لا أعرف هل أذهب للطبيب؟

للتوضيح مرة أخرى لست خجولة وليس لدي رهاب من التكلم، مشكلتي الوحيدة احمرار وجهي.

أرجو وصف دواء متوفر في تونس ومع اعتبار أني أرضع ابني، المعذرة من لغتي فلست معتادة على الكتابة بالعربية مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ااا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء، ونرحب بك في الشبكة الإسلامية ورسالتك واضحة جداً، ولغتك جميلة فلا تتحسسي حول الموضوع، أنا تدراست رسالتك وكما تفضلت قد لا يكون لديك الرهاب الاجتماعي بكل مواصفاته وسماته، قد يكون لديك درجة بسيطة منه فأنت ذكرت أن هنالك احمرارا في الوجه وشعور بالحرارة حين يتحدث معك شخصا أو تواجهين شخصا آخر، هذا قد يكون درجة بسيطة من الرهاب، والرهاب ليس من الضروري أن يكون خوفاً مباشراً، إنما إقحام الشخص لنفسه في وضع جديد يتطلب المواجهة أي كانت هذه المواجهة، فهذا قد يؤدي إلى شيء من التغيرات الفسيولوجية أو الشعور بالخوف، الشعور بالحرارة في الوجه هذا دليل قلق، والمواجهات قد تؤدي إلى شيء من القلق حتى وإن كان قلق مقنع بمعنى أن الإنسان لا يحس به.

فأنا أرى أنه لديك درجة بسيطة جداً من التخوف الاجتماعي، لكن لا يصل لمرحلة الرهاب، في ذات الوقت ربما يكون لديك حساسية مثلاً في الوجه أو شيء من هذا القبيل، ففي هذه الحالة يجب أن تأخذي رأي طبيب الأمراض الجلدية هذا أفضل بكثير.

بالنسبة لاحمرار الوجه أيضاً يحدث عند المواجهات حتى وإن لم يحس الإنسان بالخوف نسبة، لأن القلق الداخلي أي كان نوعه أو حجمه قد يؤدي إلى زيادة في تدفق الدم، وبما أن الشعيرات الدموية في الوجه تكون سطحية جداً فهذا يؤدي إلى الاحمرار، والإنسان القلق أو الذي يعتقد أن لديه هذه العلة ولديه شيء من الرهبة يأتيه هذا الشعور بصورة مضخمة جداً بمعنى أن احمرار الوجه قد يكون موجود ولكنه بسيط جداً وليس بالحجم الذي يتحسسه الإنسان.

أنا أرى أن تتجاهلي هذا الموضوع تماماً ولا تزعجي نفسك به، والذهاب إلى طبيب الجلدية قد يكون أمراً مفيداً، وإذا لم تتحسني بعد مقابلة طبيب الجلدية أو لم يوضح لك سبباً واضحاً، وأعتقد أن هذا الأمر قد يكون ناتجا فعلاً من القلق أو المواجهات؛ هنا يعتبر عقار اندرال والذي يسمى بربرانانول بجرعة بسيطة جداً 10 مليجرام صباح ومساء لمدة شهر مثلاً، ثم 10 مليجرام صباحا لمدة أسبوعين ثم تتوقفي عنه، هذا قد يكون كافي جداً وهذا الدواء لا يتعارض مع الرضاعة، في ذات الوقت حاولي أن تكثري من المواجهات الاجتماعية وحاولي أن تتجاهلي أصلاً أنه لديك احمرارا شديدا في وجهك، لأن التجاهل أيضاً مهم، أما الوسوسة حول مثل هذه الأمور تزيد منها وتجعل الإنسان أكثر قلقاً وانشغالاً بها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً