الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أداوم على الصلاة وتلاوة القرآن وضعفت في الدراسة

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمري 19 سنة، كنت أعاني من مشكلة العادة السرية وعدم التزام الصلاة، إلا أني عقدت العزم على تغيير وضعي، والابتعاد عن هذه العادة.

الحمد لله، منذ مدة 20 يوماً أداوم على الصلاة وتلاوة القرآن، وأحس براحة كبيرة، ومشكلتي أني لا أستطيع المذاكرة، وتراجع مستواي الدراسي هذا العام والعام الماضي.

أرجوكم أريد نصائح ومساعدة لكي أذاكر، فأنا أشعر بالبرد، ولا أستطيع مفارقة السرير.

جزاكم الله خيراً كثيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ zou حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك – أخي العزيز – وأشكر لك حسن ظنك وتواصلك مع الموقع وحرصك على طاعة الرب وموافقة الشرع والحرص في البعد عن المعاصي والذنوب، فأسأل الله تعالى أن يرزقك التوفيق والسداد ويثبتنا وإياك على الدين ويهدينا صراطه المستقيم.

أوصيك – حفظك الله ووفقك وعافاك – بالثبات على ترك المخالفات الشرعية ومنها العادة المذكورة، ولا يخفاك أن المعاصي كما هي سبيل إلى غضب الرب وعقوبته في الآخرة، فهي سبيل للضعف والعجز والشعور بالضيق والقلق والاكتئاب والخذلان والخسارة والحرمان من عون وتوفيق الرحمن، وعدم الشعور بالراحة والسعادة والاطمئنان (ومن يؤمن بالله يهدِ قلبه)، (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، (من عمل صالحاً من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياةً طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)، وفي المقابل قال تعالى: (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيّض له شيطاناً فهو له قرين)، وقال سبحانه: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكا..).

كما أوصيك بحسن الظن بالله والاستعانة به وتقواه والتوكل عليه، وكذا تعزيز الثقة بالنفس وتقوية الإرادة والطموح والأمل والتفاؤل وطرد الوساوس والأوهام (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.. احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز) رواه مسلم.

لا شك أن عدم قدرتك على المذاكرة وتراجع مستواك الدراسي وشعورك بالبرد والمرض والحاجة إلى النوم يستلزم منك مراجعة الطبيب المختص لقوله صلى الله عليه وسلم: (تداووا عباد الله فإن الله ما أنزل داءً إلا جعل له دواءً..)، كما يستلزم منك ضرورة الحرص على الرقية الشرعية، وذلك بالحرص على لزوم الأذكار والعبادات وقراءة القرآن والدعاء، (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)، حيث لا يخفى أن تسلط الشيطان على الإنسان نتيجة تركه للمعاصي وإقباله على طاعة الرحمن لصدّه عن سبيل الحق والخير، كما أن ترك العادات والمألوف شديد على النفس مما يستلزم الصبر والتحمُّل طاعة لله وحفاظاً على الصحّة الجسدية والنفسية والعقلية.

بصدد تحسين مستوى المذاكرة والدراسة، فلا شك أن أداء الفرائض والبعد عن المعاصي وثقة الطالب بربه ثم بنفسه يسهم في النجاح والتفوّق الدراسي.

كما نبّه المختصون بأن اتباع الطُرق الصحيحة في المذاكرة يسهم في ارتفاع مستوى التحصيل العلمي أيضاً، ومنها تنبيههم إلى ضرورة تحصيل القسط الكافي من الراحة والتغذية الصحيحة وإلى اختيار الوقت والمكان المناسب ووضع جدول وتخطيط للمذاكرة والحفظ لما يلزم والفهم، واختيار الأصدقاء الناجحين والجديين ومناقشة الأسئلة والإجابات عنها معهم، وعلى أسئلة امتحانات السنوات السابقة والمراجعة اليومية، وفي الحديث: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل).

أسأل الله تعالى أن يقويك ويعافيك ويفرّج همّك ويشرح صدرك وييسر أمرك ويغفر ذنبك ويرزقك التوفيق والنجاح والسعادة في دينك ودنياك وآخرتك، والله الموفق والمستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً