الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تناولت السيروكات والديباكين فأصبت بالعصبية.. أفيدوني

السؤال

بسم الله
إلى الدكتور محمد عبد العليم -حفظه الله-

دكتور ملخص حالتي إذا تذكر أن لدي مخاوف كثيرة واضطراب هلع، ومنذ 3 سنوات صارت مضادات الاكتئاب تصيبني بهوس عصبي شديد، وقد جربت مضادات الذهان بأنواعها، فكذلك أصابتني بعصبية شديدة.

ثم جربت تناول حبة سيروكسات مع 1000 مل ديباكين كرونو، ولكن بعد الـ 14 يوما أصبت بالعصبية أيضا، ثم حاولت مرة أخرى، ولما وصلت لليوم 12 أصبت بالعصبية، فرفعت جرعة الديباكين إلى 1500 ليومين، ولكن بقيت العصبية فتركت العلاج كله.

سؤالي: هل المشكلة في جرعة الديباكين؟ لأني أقرأ للكثيرين مثلي يتناولون مضادات اكتئاب مع الديباكين، ولا يحصل لهم الهوس؟

2/ وهل في المرة الأخيرة لما رفعت جرعة الديباكين إلى 1500 مل ليومين، هل هذا يعني أن حتى جرعة 1500 لن توقف الهوس أم ماذا؟

3/ وهل لو لم تنجح جرعة 1500 ديباكين ممكن أن تنجح جرعة 2000 مل؛ لأن وزني تقريبا 80 كلغ؟

أنا لا أستطيع أن أتناول أي دواء آخر غير الديباكين؛ لأن السيروكويل غير موجود عندنا، ولا الليثيوم ومضادات الذهان تصيبني بعصبية مثل مضادات الاكتئاب، كما أني لا أستطيع إنقاص جرعة السيروكسات إلى أقل من حبة؛ لأنها لن تفيدني في مرضي الشديد من مخاوف وقلق وهلع.

أرجو الإجابة على أسئلتي الثلاثة، وتوجيهي بارك الله فيك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد خالدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على مساهماتك في استشارات الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

كما ذكرتُ لك أصلاً: ليس من المستحسن مطلقًا تناول مثبتات المزاج مع مضادات الاكتئاب بالنسبة للذين يُعانون من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وإن كان هنالك ضرورة قصوى لتناول مضادات الاكتئاب يجب أن يكون ذلك في نطاق ضيق وضيق جدًّا، وتحت إشراف ومتابعة الطبيب المختص الحاذق.

فمن خلال ذلك أقول لك أن الإجابة على سؤالك الأول -أخي الكريم محمد-: ليست المشكلة في الدباكين، إنما المشكلة في الحالة ذاتها ومضادات الاكتئاب.

الدباكين ليس الدواء الذي يؤدي إلى التحييد الكامل لمضادات الاكتئاب إذا تمَّ تناولها، وفشل الدواء في تحييد فعالية مضادات الاكتئاب هو الذي يؤدي إلى الهوس، أما إذا كان بعض الناس لا يحدث لهم فهذا ناتج من مجرد التباين والاختلافات الشخصية ما بين التركيبة الجينية والوراثية للإنسان وآخر.

سؤالك: هل يمكن أن أرفع جرعة الدباكين إلى ألف وخمسمائة؟ يمكن أن تُجرِّب ذلك، ليس هنالك ما يمنع، لكن أعتقد أن المبدأ سيظل موجودًا، وهو أن المشكلة تتمثل في تناول مضادات الاكتئاب.

جرعة ألفين مليجرامًا يوميًا ما دام وزنك ثمانين كيلو جرام لا تتعدَّى الطيف العلاجي من حيث سلامة الدواء، لكن مع مثل هذه الجرعة أنا أتوقع أن يحدث لك نوع من الرعشة في اليدين، كما أن وظائف الكبد لابد أن تُراقب.

أيها الفاضل الكريم: قولك أنك لا تستطيع أبدًا أن تتناول أي دواء آخر غير الدباكين ومضادات الاكتئاب، لا أريدك أبدًا أن تكون دائمًا تحت طائلة تأثير هذه الفكرة؛ لأن كثيرا من الناس إذا سبَّب لهم الدواء - أو مجموعة من الأدوية - مشاكل وصعوبات وآثارا جانبية في مرة من المرات؛ فهذا لا يعني أن ذلك سوف يستمر، شاهدنا ذلك أن الذين تناولوا هذه الأدوية للمرة الثانية أو الثالثة تغيَّرتْ أحوالهم تمامًا واختفت الآثار الجانبية.

أخي محمد: سيكون من الجميل جدًّا أن تكون متابعاتك مباشرةً مع طبيبك، وكما تحدُّثتُ سلفًا فإن عقار (سوليان)، والذي يُسمى علميًا (إيمسلبرايد) ربما يكون دواءً جيدًا وممتازًا بالنسبة لك، وذلك بالرغم من قولك أن مضادات الذهان تُصيبك بعصبية.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً