الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الاكتئاب والخوف من الموت، فما العلاج المناسب؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة، أصابني اكتئاب قبل ثلاث سنوات، ذهبت لطبيب نفسي وصف لي سيروكسات 25 لمدة سنتين تقريباً، ثم تركته لمدة قصيرة، وتناولت سيروكسات جرعة 20، ثم قللت الجرعة إلى 12.5 وتناولتها مدة سنة تقريبا، وكررتها الآن لمدة ستة أشهر.

عادت لي أعراض الاكتئاب السابقة، الخوف من الموت والضيقة، وعدم الإحساس بطعم الحياة والسوداوية.

ما هي نصيحتكم لي، هل أتناول حبة السيروكسات؟ علماً أنني تحسنت بعد تناول حبة السيروكسات، فما تشخيصكم لحالتي؟

أفيدوني مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الجوهرة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يمكن أن ترفعي جرعة الزيروكسات سي أر وتجعلينها 25 مليجرام، وذلك إذا كان عمرك أكثر من 20 عاماً، وهذه الجرعة تعتبر جرعة تدعيمية، يمكن أن تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، وتعتبر هذه المدة كافية لأن يتم البناء الكيمائي الصحيح، ويكون الأثر التجمعي للدواء ذو مردود إيجابي على صحتك وينقشع هذا الاكتئاب -إن شاء الله تعالى-.

لكن من الضروري جداً أن لا تعتمدي فقط على الدواء، أن تكونين إنسانة متفائلة، أن تبحثين عن السلبيات الموجودة في نمط حياتك الآن، وتسعين للتخلص منها، أن تكونين إنسانة مرتبطة بنشاطات حياتية إيجابية متعددة، أن تحسنين إدارة وقتك، أن تقدمي لنفسك ولغيرك ما يعود عليك بمردود إيجابي نفسي، والاستفادة من فترات الصباح وجد أنها من أفضل الوسائل التي تساعد في إزالة الاكتئاب؛ لأن المواد الكيميائية العصبية الدماغية تفرز معظمها في فترة الصباح، فأرجو أن تستفيدي من البكور، بمعنى أن لا تنامي أبداً بعد صلاة الفجر، وانخرطي في أي مهام منزلية أو ذات علاقة تعليم أو عمل أو أي نشاط ترينه ذو فائدة بالنسبة لك.

كما أن التواصل الاجتماعي الجيد والمفيد يساعد كثيراً في علاج الاكتئاب النفسي، الفكر الإيجابي والمشاعر الإيجابية، وحتى السعادة تصنع ولا تتأتى وحدها أبداً، إذاً تحرك بكلياتك نحو حياة إيجابية والتي سوف ينتج عنها صحة نفسية إيجابية -إن شاء الله تعالى-، الرياضة ننصح بها لأن أهميتها قد أثبتت لعلاج الاكتئاب النفسي والحالات المشابهة، -أيتها الفاضلة الكريمة- بعد أن تنقضي فترة الثلاثة أشهر وأنت على جرعة 25 مليجرام من الزيروكسات سي أر، بعد ذلك اخفضيها إلى 12.5 مليجرام يومياً وأعتقد أن هذه الجرعة كافية جداً لتكون جرعة وقاية واستمرارية، وهذه الجرعة يمكن أن تستمر عليها لمدة 6 أشهر بعد ذلك خفضيها إلى 12.5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم 12.5 مليجرام مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر ثم توقفي عن تناول الدواء، الزيروكسات دواء سليم وليس له أثر سلبي على الجسم أبداً، فقط قد يؤدي إلى زيادة في الوزن في بعض الأحيان، والحكمة الطبية تقتضي حتى وإن كان الدواء سليماً أن يجري الإنسان فحوصات عامة كل 6 أشهر هذا أحوط وأفضل.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً