الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عاد لي الاكتئاب بعدما شفيت منه، فما العلاج المناسب دون وصفة طبية؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا شاب عمري 25 سنة، بعد معاناة طويلة مع الاكتئاب بسبب بعض الأحداث في حياتي، تغلبت عليه -والحمد لله- بالصبر فقط، ولكن مؤخرا أصبحت أفكر بطريقة سلبية في كل صغيرة وكبيرة، حتى أتفه الأمور التي لا تحتاج للتفكير، وأصبحت تؤرقني عن النوم، وتفقدني الخشوع في صلاتي، وأفكر في أمور تافهة لا يمكن أن تحصل طوال اليوم، وهذا الأمر أرجعني لبعض الاكتئاب الذي كنت أعيشه من قبل.

مع العلم أنني راض بما قسم الله لي من رزق، وقدر لي من أمور، وعندما سألت عن بعض الأدوية التي وصفتموها لبعض الأشخاص الذين لديهم تفكير سلبي، وذكرتم أنها لا تحتاج لوصفة قالوا لي في الصيدلية: إنها تحتاج لوصفة الطبيب، فما رأيكم؟

شكرا، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Oussama حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الاكتئاب له أعراض مُحدَّدة، وأهمها طبعًا الشعور بالاكتئاب، أو الإحباط المستمر يوميًا، تقريبًا كل يوم، لفترة تتجاوز الأسبوعين، وأيضًا فقدان الرغبة والاستمتاع بالأشياء، وبعدها تأتي أشياء أخرى مثل: الشعور بالفتور وفقدان الثقة بالنفس، أو الشعور باليأس والتشاؤم، أو اضطرابات النوم، والأفكار الانتحارية، أو الشعور بالذنب -وهلمَّ جرًّا-.

أما التفكير السلبي فيُعالج بالأدوية إذا كان عرضًا من أعراض الاكتئاب، يُعطى مضاد للاكتئاب، وليس هناك أدوية مُحدَّدة للتفكير السلبي -أخي الكريم- أما إذا كان عرضًا من أعراض الاكتئاب فيُعالج بمضادات الاكتئاب، وإذا كان التفكير السلبي جزءً من الشخصية أو نمط من أنماط الشخصية فيُعالج بالعلاج النفسي، هناك مهارات نفسية يكتسبها الشخص من المعالج النفسي لتحويل التفكير السلبي إلى تفكير إيجابي.

كل الأدوية -أخي الكريم- يجب أن تصرف بواسطة وصفة طبية من قِبل الطبيب، ما عدا أدوية مُحددة تسمى (drugs counter) أو التي يحقّ للصيدلي صرفها بدون روشتّة أو وصفة طبية، أما بقية الأدوية النفسية وغيرها فيجب أن تُصرف بوصفة طبية، وطبعًا قوانين الوصفات الطبية تختلف من بلدٍ لآخر، فبعض البلدان فيها تحديد الوصفة الطبية التي تصرف بواسطة الأدوية النفسية، لها مواصفات مُحددة، وقد تُكتب في أكثر من صورة، لذلك نصيحتي لك -أخي الكريم- بالذهاب إلى طبيب نفسي في البلد الذي تعيش فيه، فهو الأعلم بقوانينها، وهو الذي يكتب لك الدواء المناسب بعد الكشف عليك.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً