الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ما أشعر به سببه الضغط النفسي؟

السؤال

السلام عليكم.
وفقكم الله لما يحب ويرضى.

أنا رجل، أبلغ من العمر 38 سنة، متزوج، ولي 3 أولاد -الله يحفظهم-، المشكلة أنني منذ 3 سنوات أشعر بدوخة تأتي وتذهب، أشعر بها في أوقات التفكير، أو الاهتمام بأمر ما، أو المجادلة مع أحد أو عند رؤية شيء مزعج، أو الخوف من شيء ما، أو وقوع أمر ما، أو حتى توجيه بعض الأشخاص اللوم لي، أو عدم استيعابي لشيء ما، وتذهب وقت الانتهاء من هذه المواقف، حيث أحس أنني سأقع من طولي، وأشعر بعدم اتزان حيث أنني أتمسك بأي شيء خوفا من الوقوع، وأحيانا أشعر أن رجلي لا تحملني وأريد الجلوس، وأشعر أن الدنيا تبيضّ أمامي والرؤيا تتلاشى، وأنني سأخرج من جسدي أو كأن روحي ستخرج من جسدي،
فهل هذا ضغط نفسي، أم مرضي؟

علما أنني بدين نسبيا، ومنذ شهرين تقريبا أوقفت دواء السيبرالكس، وقراءات الضغط عندي في بعض الأحيان طبيعية وبعض الأوقات مرتفعة قليلا، ونسبة الدهون الثلاثية عندي مرتفعة حسب التحليل (2.30) وحركتي قليلة نسبيا ومحدودة بالعمل ومتطلبات الحياة اليومية، وأشعر بكتمة في صدري، ليس دائما، إنما وقت الشعور بحامض المعدة؛ لأنه دائما عندي حامض بالمعدة يزعجني، وأستخدم حبوب (نكسيم أو امبرازول) لكي تذهب عني الحموضة والكتمة.

أخاف من استخدام الأدوية التي لا أعرفها، وأخاف وأكره المستشفيات، واضطر للذهاب إليها، ولا أعلم كيف أذهب عني هذا الخوف.

أيضا أعاني من عدم الثقة بالنفس، وثقتي ورجائي بالله سبحانه هو أهل الثقة والرجاء، ولا أحب المسؤولية؛ لأنني أحس أنها تتطلب إنسانا جلدا لا يكل ولا يمل، مع علمي أنه يوجد أناس كثر يتحملون مسؤوليات وكأن شيئا لم يكن، غير أن الأمر أعتبره كبيرا لأنه أمانة ومسؤولية، وتكبر في رأسي الأمور وتتضخم ولا حـول ولا قــوة إلا بالله العلي العظـيم.

في الختام أسأل الله أن يجزيكم عنا خير الجزاء، وأن يوفقكم لما يحب ويرضى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ mansour حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأعراض كالدوخة واضطراب الرؤية في بعض الأحيان هذه قد تكون نتيجة لأسباب عضوية أو لأسباب نفسية، ولكن من سياق رسالتك أستطيع أن أقول: إن أغلب الظن أن الذي تعاني منه كله ناتج من القلق النفسي الذي تعاني منه، ولا شك أنه لديك شيء من قلق المخاوف كما وصفته بصورة جيدة جداً.

قطعاً التأكد من صحتك الجسدية مهم، خاصة أنك ذكرت أنه لديك زيادة في الوزن، فأرجو المتابعة بالنسبة لموضوع الدهنيات الثلاثية وكذلك ضغط الدم، وحاول بالفعل أن تضع برنامجا واضحا وجليا للتخلص من زيادة الوزن، السمنة تؤدي إلى الاكتئاب تؤدي إلى التوترات الداخلية، تؤدي إلى عدم الرضا عن النفس، وتؤدي إلى اهتزاز الثقة بالنفس، واجتهد أن تتخلص من أي زيادة في وزنك، ويكون وزنك وزناً صحياً.

أخي الكريم: الثقة في النفس وحب المسؤولية لا يأتي إلا من خلال استشعار أهمية ذلك، بمعنى أن الإنسان إذا بنى قناعة جديدة أنه يجب أن يكون صاحب همة، وأن يتحمل الصعاب، وأن يكون يداً عليا بهذه الكيفية، حينها يستطيع الإنسان أن يتغير، ولا تعتمد على مشاعرك، إنما على أفعالك، واحرص على الإنجازات خاصة في المجال الاجتماعي، التواصل الاجتماعي مطلوب، كي تكون نافعاً لنفسك ولأسرتك هذا أيضاً مهم جداً للإنسان حتى يستشعر أهميته الذاتية، حسن إدارة الوقت وتحديد المهام اليومية أيضاً تساعد الناس كثيراً، وكذلك ممارسة الرياضة.

من المهم أيضاً الحرص على الصلاة مع الجماعة، فهي تعطيك روح الجماعة الجميلة والطيبة والفاعلة، واحرص على أن لا تنام أثناء النهار وتعتمد على النوم الليلي المبكر، لأن ترميم خلايا الدماغ يتم من خلال هذا النوع من التنظيم في إدارة الوقت وترتيب الأمور الزمنية.

من المهم أن تكثر من التواصل الاجتماعي، هذا أحتم عليه مرة أخرى، لأن كثيرا من الدراسات أشارت أن الذين لديهم نسيج اجتماعي ممتاز سيعيشون حياة طيبة وهانئة -إن شاء الله تعالى-.

أخي الكريم: أحياناً تعسر الناحية المزاجية يؤدي أيضاً إلى إحباط في الشعور وإلى قلة في الفاعلية، وافتقاد الثقة في النفس، وأعتقد أنه لديك شيء من هذا، ففي مثل هذه الحالات قد يكون من الجيد ومن المفيد أن تتناول دواء يحسن من مزاجك، أنت تناولت السبرالكس فيما سبق، فهذه المرة حاول أن تتناول البروزاك والذي يسمى فلوكستين، ويتميز الفلوكستين بأنه لا يزيد الوزن، تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة 6 أشهر ثم اجعل الجرعة كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر ثم توقف عن تناول البروزاك، أعتقد أن هذه سوف تكون خطة علاجية جيدة بالنسبة لك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك الشفاء، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً