الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أستطيع التغلب على نوبات القلق؟

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوجة وبعمر 33 سنة، لدي طفلان رائعان، وزوج يخاف الله فيّ -ولله الحمد- وأنا إنسانة قوية مواظبة على صلاتي وأذكاري اليومية والورد اليومي، ولا يوجد في حياتي -ولله الحمد- أي نوع من الابتلاءات، أعيش حياة هادئة، وطبعاً لا يخلو الأمر من ضغوطات الحياة العادية.

بدأت مشكلتي منذ عشرة أشهر، وقع خلاف بيني وبين زوجي، وشعرت بزيادة في دقات قلبي، ودوخة مع غثيان وإغماء، ذهبت فوراً إلى الطوارئ، وقمت بجميع أنواع الفحوصات (القلب والتنفس والمخ والدم) وجميعها -ولله الحمد- ممتازة، ولا يوجد أي نوع من أنواع المرض.

قالوا لي: اذهبي إلى الطبيب النفسي، ربما هناك مرض نفسي، وبالفعل ذهبت وقال: يوجد لدي نوبات هلع، فوصف لي البوسبار لمدة 3 أشهر، ولم يعطِ نتيجة، ثم وصف لي الجابابنتن لمدة 3 أشهر، ولم يعطِ أي فائدة، فقال لي الدكتور أوقفي جميع هذه الأدوية، ولنر ما يحدث، فتحسنت لفترة ثم ظهرت لدي مشكلة في التنفس -أي صعوبة في أخذ النفس- والتهاب في المعدة مع انتفاخات وإمساك.

الآن لا توجد أي من هذه الأعراض -ولله الحمد- والمشكلة بدأت هنا، فمنذ شهر جاءتني أفكار وشعور غريب جدا، شعور باليأس وأفكار بالموت، وعدم الاستمتاع بأي شيء في هذه الحياة، وكأني حية ولكن ميتة في آن واحد، مع غثيان شديد وشهية شبه منقطعة، أفكار تقول لي ما الفائدة من هذه الحياة؟ ويصاحبها شعور بالخوف الشديد والبكاء والرجفة، وكأن هناك مصيبة حدثت.

أرجوك يا دكتور ساعدني، هذه الحالة تخيفني جدا، مع العلم أني أصبحت أقرأ القرآن أكثر، وأستمع إلى الرقية الشرعية أكثر، وأردد الأدعية والأذكار أكثر، وأقول لنفسي لن أدع هذا الشعور يهزمني، ولكنني لا أستطيع السيطرة، أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Doaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعراضك هي أعراضٌ قلقية اكتئابية، والنوبة التي أتتك بعد الخلاف مع زوجك هي نوبة قلق حاد، تشبه ما يسمى بنوبات الهرع، وبعد ذلك بدأت في مسلسل المزاج الاكتئابي وظهرت لديك أعراض جسدية كلها تفسر الحقيقة من خلال القلق الاكتئابي مع وجود المخاوف، -والحمد لله تعالى- أنت اتخذت الآليات العلاجية الصحيحة، حرصك على الصلاة في وقتها، والدعاء، والذكر، وتلاوة القرآن قطعاً هذه معينات عظيمة.

دائماً حصني نفسك أيضاً بالفكر الإيجابي، الفكر التشاؤمي يجب أن يرفض، -والحمد لله تعالى- لديك الأسرة، لديك الذرية ونعم كثيرة أخرى، فحقري الفكر السلبي وصعدي من مستوى التشبث والتمسك بالفكر الإيجابي، وهذا ليس خداعاً للنفس أبداً.

أيتها الفاضلة الكريمة: من المهم صرف الانتباه من خلال حسن إدارة الوقت، والتخلص من الفراغ الزمني والذهني أيضاً يساعد الناس كثيراً، والبشرى الكبيرة التي أحملها لك أن الأدوية النفسية الحديثة تعالج مثل هذه الحالات بصورة ممتازة.

العقار الذي يناسب حالتك هو استالبرام، والذي يسمى سبرالكس وربما تجدينه تحت مسميات تجارية أخرى، يمكنك أن تستشيري طبيبك في تناوله، وأنا أردت أن تتناوليه بناءً على ثقتك فيما نقول، فهذا أمر جيد وأسأل الله تعالى أن ينفعك به، هو دواء سليم فاعل وغير إدماني، الجرعة هي أن تبدئي بـ 5 مليجرام أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام، تناوليه لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعليها جرعة حبة كاملة أي 10 مليجرام يومياً، استمري على هذه الجرعة لمدة شهر ثم ارفعيها إلى 20 مليجرام يومياً، وهذه الجرعة العلاجية، والتي يستحسن أن تستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك انتقلي إلى الجرعة الوقائية لتخفيض الجرعة إلى 10 مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم بعد ذلك ابدئي جرعة التوقف التدريجي، بأن تجعلي الجرعة 5 مليجرام يومياً لمدة شهر ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقفي عن تناوله، دواء رائع وفاعل وأسأل الله تعالى أن ينفعك به.

أشكرك كثيراً على الثقة في إسلام ويب، أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً