الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبحت أخشى الخروج من المنزل حتى لا تتكرر معي الأعراض التي أعاني منها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
أولاً: أشكر العاملين على هذا الموقع الذي يقدم الفائدة لكل محتاج.

أود أن أطرح مشكلتي لعلي أجد عندكم الحل والشفاء من بعد الله تعالى، أنا شاب أبلغ من العمر 22 عاماً، لا أعاني من أية أمراض -ولله الحمد-، ولكن قبل أسبوع، وفجأة، أحسست بدوخة وضيق تنفس، ونبضات قلبي أصبحت سريعة جداً، وكأن قلبي سوف يتوقف، وجفاف في الفم، وغصة في الحلق.

في لحظتها تم أخذي إلى المستشفى، وقاموا بفحص الضغط والسكر، وعمل تخطيط للقلب، وتبين أن كل شيء سليم وخرجت، ومنذ ذلك الحين وأنا أشعر بالتعب، وأنني غير مرتاح، وأن جسدي ليس بقوته الكاملة، وأصابني خمول وكسل متواصل، وعدم الرغبة بعمل شيء، وأصبحت إذا خرجت من المنزل أشعر أنه سوف يحصل ما حصل لي مرة أخرى.

أصبح عندي خوف نوعاً ما من الخروج من المنزل، وبالأمس في صلاة الجمعة، وأثناء الصلاة حصل لي الأمر ذاته لمدة دقيقة واحدة تقريبا، ثم سألت طبيبا قريبا لي، فأخبرني أن ما أصابني هو نوبات هلع وقلق وخوف، ووصف لي دواء يدعى إكسوبكس إستالوبرام أوكسالات 10 ملغم، بمقدار نصف حبة لمدة أول عشرة أيام، ولكن أنا الآن أريد الاستشارة منكم، ما الذي أصابني، وماذا أفعل؟ لأنني خائف وحائر جدا في أمري، ولأن حياتي انقلبت إلى جحيم خلال أسبوع واحد فقط.

أرجو أن ترشدوني، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

حصلت لك نوبة هلع واضحة، وهذه أعراض نوبة الهلع، ونوبة الهلع طبعًا مخيفة جدًّا، ويخاف الشخص أن تتكرر، وأن تحصل في أماكن لا يجد فيها المساعدة، ولذلك قد تُسبِّب له رهاب الخلاء أو رهاب الخروج من المنزل، ويظلّ منغلقًا على نفسه في منزله، خائفًا ومتوجّسًا من حصول نوبة أخرى، هذا هو اضطراب الهلع مع الرهاب.

يا -أخي الكريم-: يمكن علاج هذا الاضطراب، والدواء الذي وُصف لك (استالوبرام)، هو من أكثر الأدوية نجاحًا في علاج هذا المرض، ولكن تحتاج لفترة، تحتاج على الأقل لشهرين حتى تختفي معظم هذه الأعراض، وتختفي النوبات، ومن بعد ذلك يجب الاستمرار على العلاج لفترة طويلة، لأن هذا المرض يحتاج لوقت حتى تختفي معظم أعراضه ولا تعود النوبات، وتحتاج إلى أخذ الدواء لفترة لا تقل عن تسعة أشهر، وعليك بالمتابعة -أخي الكريم- مع الطبيب، لأنه قد يتطلب زيادة الجرعة، ويراقب الوضع من خلال المتابعة اللصيقة، ومن ثم تحديد التوقف الذي ذكرتُ لك أنه قد يحتاج لوقت.

الشيء الثاني: إذا كان في الإمكان المواصلة مع معالج نفسي لعمل جلسات سلوكية معرفية مع العلاج الدوائي، يكون هذا أفضل وأجود للعلاج.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً