الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرعشة تؤثر على حياتي فكيف أتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم

لدي رعشة في الجسم كله، وتوتر شديد، والرعشة في الرأس واليدين وباقي الجسم، ولا أستطيع السيطرة عليها، وتزيد عند الخوف، وتؤثر على حياتي في العمل وفي المجتمع، وأتمنى العلاج منها.

يمكن أن تكون أسباب الرعشة وراثية، لكن ليس بنفس الطريقة التي أنا فيها، ذهبت لدكتور أكثر من مرة، ولكن كان الرد لا يوجد عندك شيء، وهو توتر فقط، وآخذ العلاج بدون نتائج، والرعشة موجودة وتزيد.

أتمنى أن تكون هناك إجابات، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي فهمته من رسالتك أن لديك أعراضا جسدية تتمثل في وجود رعشة في الجسم، وهي في اليدين والرأس، وفي ذات الوقت لديك توتر شديد أي قلق، وهذه الرعشة أو الأعراض الجسدية تزيد عند شعورك بالخوف، وأحياناً في العمل أو حين تلتقي بالناس اجتماعياً، فمن الواضح أن القلق والتواصل الاجتماعي يؤديان إلى الرعشة، وهذا يعني أنه لديك ما نسميه بقلق الرهاب من الدرجة البسيطة، ذهبت إلى الأطباء وقاموا بفحصك وذكروا لك أنه لا توجد لديك مشكلة طبية، والذي قصدوه -أعتقد- هو أنه لا يوجد لديك مرض عضوي، لكن قطعاً لديك جوانب نفسية، فإن كان بالإمكان أن تذهب إلى طبيب نفسي هذا أفضل، وإن لم يكن ذلك ممكناً فأنا سوف أعطيك بعض الإرشادات التي أسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

أولاً: حاول أن تعبر دائماً عن نفسك ولا تكتم، وذلك لأن الكتمان يؤدي إلى ما نسميه بالاحتقان النفسي الداخلي، وهذا يؤدي إلى أعراض نفسوجسدية تظهر في شكل توتر ورعشة وارتجاف، وشيء من هذا القبيل.

ثانياً: عليك بالتواصل الاجتماعي مع الناس، حاول دائماً أن تكون شخصاً مقداماً في تلبية الدعوات، كالأعراس، الأفراح، المشي في الجنائر، تقديم واجب العزاء، زيارة المرضى، الزيارات الاجتماعية، هذه لها قيمة علاجية كبيرة جداً.

ثالثاً: احرص على صلاة الجماعة في المسجد، ففيها خير كثير للإنسان، إذا كان في الحي الذي أنت فيه مسجد فحاول بقدر المستطاع أن تصلي بعض الأوقات في المسجد، وإن لم تستطع كل الأوقات وكان ذلك صعباً على الأقل، اذهب إلى مسجد في صلاة الجمعة، هذا التواصل مهم جداً من الناحية العلاجية، وفوق ذلك -إن شاء الله- لك الأجر والثواب.

رابعاً: هنالك تمارين نسميها تمارين الاسترخاء أيضاً سوف تفيدك، إسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم 2136015 أرجو أن ترجع إليها وتطلع على محتوياتها وتطبقها، ففي ذلك فائدة عظيمة جداً.

خامساً: هنالك أدوية بسيطة جداً وتفيد كثيراً في علاج مثل هذه الحالات، وهنالك دواء مضاد لقلق المخاوف يسمى سيرترالين، هذا هو اسمه العلمي ويسمى تجارياً لسترال، وكذلك زوالفت، وربما تجده تحت مسمى تجاري آخر في المكان الذي تعيش فيه، الدواء لا يسبب الإدمان وهو جيد وسليم، أحد آثاره الجانبية البسيطة إنه عند المعاشرة الزوجية ربما يؤخر قليلاً القذف المنوي، لكن قطعاً لا يؤثر أبداً على هرمونات الذكورة أو الصحة الإنجابية أو الذكورية، أنت تحتاج لجرعة صغيرة من هذا الدواء وهي أن تبدأ بنصف حبة أي 25 مليجرام تتناولها يومياً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة أي 50 مليجرام يومياً لمدة 4 أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن الدواء.

هذا الترتيب في تنظيم الجرعة وأوقات تناولها ومدة التناول مهمة جداً، وهذا بروتوكول أو تنظيم علمي أرجو أن تتبعه، والدواء الآخر الذي يعالج الرعشة وهو إضافة إلى الدواء السابق يسمى اندرال، واسمه العلمي بروبرانناول، وهذا يمكنك أن تتناوله بجرعة 10 مليجرام صباحا ومساء لمدة 4 أشهر، ثم 10 مليجرام صباحاً لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً