الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسواس الموت يسيطر علي ويحرمني الخشوع في الصلاة!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعدما انتهيت من امتحانات الفصل الدراسي الأول بالجامعة، وذهبت إلى محافظتي التي أقطن بها، وفي صلاة المغرب بآخر ركعة شعرت وكأن روحي تخرج، وعانيت من ضيق التنفس، بعدها قمت من الصلاة وشعرت بدوخة شديدة، وعدم اتزان، وضيق في التنفس، ذهبت إلى الطبيب وقال بأن الضغط منخفض، وأعطاني أدوية، وبعد يومين اتجهت إليه حسبما طلب، وقال بأن ضغطي مضبوط، ويجب التوقف عن تناول الأدوية.

بعدها والحمد لله على الابتلاء- بدأ وسواس الموت يسيطر علي بالكامل، توقفت عن الصلاة لفترة، ثم رجعت إليها -بفضل الله- والأعراض لا زالت تأتيني أثناء الصلاة، حتى أنها تمنعني من الخشوع في الصلاة، ويصاحب تلك الوساوس نوبات هلع وفزع، وخاصة أثناء النوم راودتني أحلام مزعجة، وأشعر بالخوف من كل شيء حولي، حتى من أقرب الناس.

مع العلم أن هذه الحالة لها أكثر من شهر ونصف، بالإضافة أن هذه الأعراض تأتي مع حالة من الاكتئاب والخوف الشديد، ولا أريد الذهاب إلى الطبيب النفسي، فأنا طالب جامعي وأدرس بعيداً عن محافظتي، حتى أنني لم أستطع التركيز في دراستي، أو حياتي، أو أي شيء إلا هذه الوساوس، ووسواس التنفس، وفي الصلاة أراقب نفسي خوفاً من أن ينقطع.

أرجو أن أكون قد عبرت بالطريقة التي تجعلكم تشخصون حالتي بالشكل الصحيح، وفي الختام أقول لكم: جزاكم الله خيراً على ما تقدّمون للناس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالعزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المشكلة واضحة هي مشكلة قلق وتوتر شديدين، ويأتيا في شكل نوبات هلع ومخاوف وسواسية وخوف -كما ذكرت- من أي شيء، ودائماً نوبات الهلع -أو اضطراب الهلع نسميه- هو من اضطرابات القلق، ولكن إذا استمر يؤدي إلى أعراض اكتئاب، وهذا ما حصل معك، فقد أثرت عليك في الصلاة، وبدأت تؤثر عليك في الدراسة الآن، وقلة التركيز؛ فلذلك يجب عليك العلاج -يا أخي الكريم-.

والعلاج طبعاً يستحسن أو يجب أن يكون مع طبيب نفسي؛ حيث إنه سوف يقوم بعد المعاينة المباشرة بوضع الخطة العلاجية، والخطة العلاجية قد تكون دوائية أو نفسية ويستحسن الجمع بينهما، إذا لم تستطع أن تذهب إلى طبيب نفسي فيمكنك أخذ العلاج بنفسك إذا استطعت الحصول عليه، ومن أحسن الأدوية التي تعالج حالتك هو دواء السبرالكس 10 مليجرام، ابدأ بنصف حبة بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وتحتاج إلى شهرين حتى تتحسن الأعراض وتزول، ومن بعد ذلك يجب عليك الاستمرار في العلاج لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك يمكنك أن توقفه بالتدرج بأن تسحب ربع الجرعة كل أسبوع حتى تتوقف تماماً.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً