الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بعدم الراحة والنفور من خطيبي.. فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة جامعية، أبلغ من العمر ٢١ سنة، تقدم شاب لخطبتي، يبلغ من العمر ٢٨ عاما، متدين ومتعلم، في أول مرة جلست معه أخبرت والدي أنه جيد، على أساس أني سأجلس معه مرة ثانية، ولكن في المرة الثانية التي جاء بها لم أجلس معه، وقام والدي بقراءة الفاتحة دون علمي، وأصبت بصدمة ممن حدث، بعد ذلك شعرت بالقلق والخوف والندم على أني وافقت على الجلوس معه من الأساس، كلما أصلي الاستخارة يزيد لدي التردد والنفور منه، خصوصاً بعد الضغط الزائد من أهلي عليه.

أصبحت أشعر أني مجبرة عليه، وأثر ذلك على دراستي الجامعية، وعدم رغبتي بالذهاب إلى الجامعة، وكثرة بكائي، وتدهورت حالتي النفسية، لاحظ خطيبي نفوري منه، وحدث والدي، وبعد ذلك قام والدي بإحضار شيخ حتى يقرأ علينا الرقية الشرعية، وتبين أن هناك سحرا من أحد أقارب خطيبي، وتم معالجتي -لله الحمد-، ولكن لم يتغير من ناحيتي شيء.

حاولت مناقشة أهلي بموضوع عدم قدرتي على الاستمرار، واتفقنا على إعطاء نفسي شهرا معه؛ حتى أرى إذا تغير شعوري نحوه، ولكن الشهر قرب على الانتهاء، والشعور ما زال كما هو.

أخاف أنا يستمر عقد القرآن وأظل مترددة، علماً أيضا أني غير مقتنعة، غير متقبلة له من ناحيه العمر، والشكل، وأحيانا أصل لمرحلة أني لا أطيقه، وأنا مستمرة معه فقط من أجل أهلي.

أريد نصيحة قبل فوات الآوان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طالما أنه رجل متدين، ومتعلم وفارق العمر ليس كبيرا ولا يضر؛ فلا داعي للاستمرار في التفكير السلبي نحوه، بل حاولي البحث عن الجوانب الإيجابية فيه وأبرزيها في نفسك حتى يعتدل التفكير نحوه، ولعل أهلك يعرفون عنه أمورا طيبة أخرى دفعتهم للموافقة عليه.

ويمكنك الحوار والتفاهم مع أهلك حول تلك الأمور؛ فلعل ذلك سيغير من موقفك نحوه، ولا تستسلمي للخواطر السلبية؛ حتى لا تؤثر على نفسيتك.

ولعل ما حصل من نفرة بينك بينه ربما كان سببها السحر الذي ذكرت أنه تم اكتشافه، ومع أنك تقولين إنك شفيت منه إلا أن آثار الرفض للرجل باقية لديك!

وعليه ننصحك بالاستمرار بالرقية الشرعية عند شيخ راق ثقة، أو أن ترقي نفسك بنفسك، أو من خلال سماعها بصورة مستمرة، فربما يكون هناك تجديد للسحر من فاعله، أو أنه لم تنته آثاره من المرة الأولى.

وننصحك بتمديد الفترة لشهر آخر، وعدم الاستعجال في اتخاذ قرار الرفض له؛ حتى يتم التأكد من ذهاب آثار السحر تماما فاحتمال هذا الرفض أثر من آثاره.

ولم أفهم قولك إن والدك قرأ الفاتحة هل معناه عقد لك به أم وافق على خطبتك إليه، ولم يعقد لك به العقد الشرعي؟ فإن عقد لك به؛ فلا بأس بالانفتاح عليه، واللقاء والخلوة، والتعرف عليه أكثر بصورة مباشرة؛ لأنك قد صرت في حكم الزوجة له. وإن كان ما حصل مع أبيك هو مجرد موافقة على الخطبة؛ فإنك ما زلت حتى الآن امرأة أجنبية عنه؛ فكوني حذرة من الوقوع في أي مخالفة شرعية معه بالكلام، أو اللقاء، أو الخلوة، ويمكنك التعرف عليه بطرق شرعية غير مباشرة، أو في حضور محرم معك.

وفي حالة شفيت من الرقية، وما زال النفور منك له موجودا؛ فلابد من مصارحته ومصارحة أهلك بالأمر، والبحث عن أسباب ذلك ومعالجتها؛ لأن كتمان ذلك وعدم بيانه للزوج والأهل قبل استكمال الزواج سيؤدي إلى حياة زوجية غير مستقرة مستقبلا.

ولا تنسي الإلحاح على الله بالدعاء وإصلاح الحال؛ فالقلوب بيد الله، والتأليف بينها خاص به سبحانه.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً