الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الاكتئاب والوسواس والقلق، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أتكلم دائما في داخلي ولا أستطيع التوقف عن ذلك، عندما أمر بمكان سبق أن ذهبت إليه أتذكر كل شيء متعلق بهذا المكان وما كنت أفعل فيه، والذكريات تحاصرني في كل وقت، لا أستطيع النوم، وعندما أنام أشعر بأنني مستيقظ أثناء النوم أو أنني لم أنم كثيراً، أشعر بأنني شخص آخر!

منذ أن أصابتني هذه الأعراض أصبحت قليل الاستيعاب والتركيز، ولا أستطيع مشاهدة التلفاز أو حتى تصفح الجوال، أشعر بأنني لا أقرأ بعيني، ضعفت رغبتي الجنسية تماماً، اختلفت عاداتي بحيث تغيرت وضعية النوم أو الجلوس.

أنا مدخن، ومنذ أن أصابتني الحالة أصبحت رائحة الدخان وطعمه غريبة، وأصبحت لا أشتهيه، حتى أنني أقلعت عنه.

ذهبت إلى طبيب نفسي وقال لي بأني أعاني من اكتئاب، ووسواس، وقلق، وأعطاني أدوية منذ شهر ولم أشعر بتحسن في أي شيء.

أرجو أن تكون وصلت الفكرة، وأعتذر؛ لأني لا أستطيع التعبير عما أشعر به بالشكل المطلوب، أرجو المساعدة، فلم أعد أستطيع الاستمتاع بأي شيء في هذه الحياة!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أصيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، كنت أريد أن أعرف عمرك، ولكن أعتقد أنه فوق العشرين، عموماً الأعراض التي تحدثت عنها تدل على شيء من القلق الداخلي، الذي جعلك تنكب على ذاتك ويكثر لديك حديث النفس، وربما شيء من أحلام اليقظة، لكنها ذات طابع سلبي، هذا الوضع القلقي والتوتري والانطوائي أدى إلى شيء من ضعف التركيز وكذلك عسراً في المزاج، وبقية الأعراض التي تحدثت عنها، الطبيب ذكر لك أنك تعاني من اكتئاب ووسواس وقلق، أنا أعتقد أن القلق هو الأوضح ربما يكون لديك شيء من عسر المزاج، لكنه -إن شاء الله تعالى- لن يصل إلى درجة الاكتئاب المطبق.

العلاج له أربع مسارات، المسار الأول هو المسار النفسي، والمسار الاجتماعي، والمسار الإسلامي، ثم المسار الدوائي، فيما يتعلق بالجانب النفسي يجب أن تكون شخصاً إيجابياً في أفكارك ومشاعرك وأفعالك، تجتهد في ذلك، تنظم وقتك، تكون لك أهدافا، تكون لك طموحات مهما كانت المشاعر سلبية يجب أن نغرس ما هو إيجابي، على النطاق الاجتماعي تنظيم الوقت، الذين يديرون وقتهم هم الذين ينجحون في حياتهم، احرص على النوم الليلي المبكر، وتجنب النوم النهاري، ومارس الرياضة، وأكثر من صلاتك الاجتماعية، وكن شخصاً ودوداً، وباراً بوالديك، احرص على الصلاة مع الجماعة هذه مهمة جداً وهي التي تزيل القلق والاكتئاب والتوتر، ولا بد أن يكون لك خارطة ذهنية لإدارة الوقت والمستقبل، وأن تكون لك آمال وطموحات، هذا الذي أقوله لك ليس بالصعب أبداً.

على النطاق الإسلامي الصلاة مع الجماعة -أخي الكريم- هي أعظم ما يقدمه الإنسان لنفسه، لأنه تؤهله على النطاق الدنيوي وذلك بجانب الأجر العظيم وتبعث في النفس الطمأنينة أخي الكريم، الرياضة مهمة جداً، فهي تقوي النفوس قبل الأجسام أنا أكرر هذا أبداً، وقد اتضح الآن أن المواد الإيجابية الدماغية تفرز من خلال ممارسة الرياضة والاستيقاظ المبكر صباحاً، فيجب أن نستفيد من البكور ونتريض حتى نعيش حياة طيبة، أيها الفاضل الكريم أنت لم تذكر لي اسم الدواء الذي وصفه لك الأخ الطبيب، لكنني أرى أن عقار مثل الزوالفت والذي يسمى سيرترالين سيكون دواء مناسباً جداً بالنسبة لك، لا تغير الدواء دون استشارة طبيبك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على الصلة بإسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً