الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعيش حالة يأس شديدة واكتئاب بسبب ندمي على قراراتي.. انصحوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على هذا الموقع، وهذا الجهد الرائع جعله الله في ميزان حسناتكم.

أنا فتاة عمري 27 عاما، حالياً أعيش حالة يأس شديدة واكتئاب، والسبب في أني أندم على قراراتي التي اتخذتها، وكل هذه القرارات كانت عمليات تجميل، منذ 7 سنوات وأنا أرتكب هذه الحماقات، ثم أقول لن أعود لمثل هذا، وإن كانت النتائج جميلة ومقبولة إلا أني أندم ندما شديدا، ولا أتأقلم على التغيير، وأقارن مع السابق وأجد أنه أجمل في السابق، ولم أكن بحاجتها.

كنت أعيش حياة طبيعية مع ندم، ولكني أستمر في الحياة إلى أن قمت بعمل عملية بسيطة قبل 7 أشهر، اعتقدت أنها لن تؤثر على نفسيتي، وهي سبب اختلاف بسيط في عضو حساس، ولكن لم يكن يؤرقني الاختلاف، وبعد أن قمت بعملها أصبت باكتئاب، وأنا الآن أستخدم سبرالكس، المصيبة أنني أصبحت طريحة الفراش من الألم النفسي والإحباط ( لا يوجد ألم جسدي في مكان العملية إطلاقا)، أصبت بحالة انهيار، أقوم وأنام وكأنني أنتظر أن أعود كما كنت قبل العملية وأدعو الله أن يعيدني، وهو القادر على ذلك سبحانه.

انصحوني إن كنت غير منطقية!، لم أعد أحب الحياة وأتمنى الموت، وأرى أني لا أستحق أي شيء، لا وظيفة، ولا مال، ولا حتى الأكل، ودائما أجلد ذاتي، وأقول إن الله وهبني نعما، وأنا من قمت بتخريبها أو العبث بها، أنا حاقدة ومتحاملة على ذاتي وقراراتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة مصعب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبالنسبة لعمليات التجميل والجرَّاحين الآن يُسمُّونها (عمليات الترقيع) أي يتم استصلاح العيوب الموجودة في جسم الإنسان، وليس تغيير هيئة الإنسان، ولذلك يجب على جرَّاحي التجميل بصورة عامَّة أن يتقوا الله ولا يُجروا عمليات تغيير هيئة الإنسان وصورته التي خلق الله تعالى الإنسان عليها فلا تبديل لخلق الله، وقد وعد الشيطان أنه سيتخذ من بني آدم نصيبًا مفروضًا ويضلهم ويمنّيهم ويأمرهم بتغيير خلْقهم ويبتروا آذان الأنعام.

الشيء الثاني أيضًا: يجب على جرَّاحي التجميل اللجوء إلى الأطباء النفسيين إذا وجدوا أن طلب الشخص غير طبيعي، أو هناك عدم توازن نفسي، وأنا شخصيًا يحدث معي هذا الشيء أحيانًا كثيرة، فيتمّ تحويل المرضى - الذين يطلبون عمليات تجميل معيَّنٍ - إليَّ، وعندما أكتشف أن هناك عدم توازن نفسي أقوم بعلاج هذا الأمر وأقنع الشخص بالعدول عن عمليات التجميل، هذا بصورة عامَّة.

أما وضعك - أختي الكريمة - فيجب الآن ألَّا تلتفتي إلى الماضي وتجلدي ذاتك وتندمي على ما فعلتِ، بل المهم ألَّا تستمري في هذا الشيء، توقفي عن إجراء أي عمليات تجميل من الآن وإلى المستقبل، وعليك بالمتابعة مع طبيب نفسي أو معالج نفسي لمساعدتك في هذا الندم الشديد على تلك القرارات التي اتخذتِها، ومساعدتك في موضوع جلد الذات.

تحتاجين إلى مساعدة في هذا الشيء عن طريق جلسات نفسية، وإذا تمّت مساعدتك يجب أولاً أن ترضي عن نفسك، وإذا رضيت على نفسك، فسوف تتوقفين عمليات التجميل بصورة تلقائية.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً