الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خجل وعدم ثقة بالنفس.

السؤال

السـلام عليكم ورحمة وبركاته.
أولاً ـ أبدأ مشكلتي مع الرهاب الاجتماعي أو الخجل الاجتماعي، حيث بدأت عندي منذ أن كنت صغيراً لكن كانت على شكل خجل وخوف من الرفض، ولما يصيدني موقف يضرب قلبي بشكل قوي وأحس بأن الدنيا تمشي بسرعة، وهذا دليل ضعف الثقة بالنفس.

ومرت الأيام وزاد هذا الشيء إلى أن صارت شخصيتي ضعيفة مرة وما أقدر أدافع عن نفسي في أي شيء، وحتى إني أخجل من التكلم في الصف أو الجواب على سؤال الأستاذ.

سؤالي: أنا قرأت عن البرمجة اللغوية العصبية أن الإنسان يعتاد شيئاً في 21 يوماً، يعني لو تخيلت أني واثق من نفسي وتبنيت الثقة بالنفس فخلال 21 يوماً فقط أمتلك الثقة بالنفس، هل تتوقع هذا صحيحاً؟؟ أنا سأجرب والباقي على الله.

على العموم مشكلتي أولاً نفس ما قلت لك: أني خجول وضعيف ثقة وشخصية، وثانياً ـ أنا خجول مرة مرة من وزني لكون أني سمين وعادة أتصور نفسي بصـورة سيئة أو نفس ما يسمى Bad body image، فما الحل؟؟

والشيء الأخير الرهاب الاجتماعي عندي كبير جداً بحيث كل مرة أروح فيها مكاناً -مثلاً المدرسة وإلخ- أحس كأني داخل حرباً عالمية، على العموم أحب أن أضيف أنه هناك كتاب لدكتورة في جامعة كالفورنيا فيه 21 إلى الثقة بالنفس، أتمنى أن هذا صحيح، والله وأنا سأجرب على نفسـي، وسأزيل كل المعتقدات من العقل الباطن وأتبنى معتقدات جديدة، بالإضافة إلى أني سأخصص وقتاً للضحك وسأصـلي بشكل مضبوط وفي الأوقات، وسأنظم وقتي وأجرب واحداً وعشرين يوماً، بالإضافة إلى حمية إن شاء الله ستخفف وزني، وسنشوف من اليوم إلى بعد 21 يوماً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

لا شك أن البرمجة العصبة اللغوية قد أُثير حولها الكثير من اللغط في هذه الأيام، ومن وجهة نظري أن أسسها العلمية صحيحة، وهي قائمةٌ على علم النفس السلوكي، والذي يقوم على إعادة صياغة التفكير والأفعال مما هو سلبيٌ إلى ما هو إيجابي، إلا أن المشكلة تتأتى في أن هذا التخصص بكل أسف قد طرقه الكثير من غير المتخصصين فيه، مما شوه بعض الحقائق، وأضاف بعض الأمور التي لا يمكن التثبت منها علمياً، وعليه يا أخي لا بأس أن تحاول من خلال هذا العلم أن تغير مفاهيمك السلبية نحو ذاتك، وربما تكتشف فعلاً أنك كنت تحقر نفسك أو تقيمها بصورةٍ ليست صحيحة.

الشيء الآخر هو أن تحاول أن تطور من مهاراتك الاجتماعية، وذلك بتغيير أسلوب التخاطب والتواصل مع الآخرين، وأن تحاول أن تفرض نفسك على الموقف، وأن لا تكون متلقياً أو مستمعاً دائماً، كما أن المشاركات الجماعية، مثل الرياضة، وحضور حلقات التلاوة، وُجد أنها ذات مردود جيد في بناء الشخصية وتطوير المهارات الاجتماعية.

موضوع الواحد والعشرين يوماً، قُصد به أن يعطى الإنسان ما يعرف بالهيبة الإيحائية، وهي عامل يؤثر في كثيرٍ من الناس ويساعدهم على الشفاء والتحسن، ولكن الذي أريد أن أقوله لك هو أن تجعل التفكير الإيجابي وإعادة صياغة وبرمجة تفكيرك كنمط ووسيلة للحياة اليومية دون تقيد بزمان أو مكان، فهذا هو الأصلح والأنفع لك بإذن الله .

بالنسبة للرهاب الذي ينتابك، لا شك أن العلاج السلوكي السابق الذكر سوف يساعدك إن شاء الله، ومن أجل تدعيم هذه المساعدة العلاجية أنصحك أيضاً بتناول أحد الأدوية الفعالة، وأفضلها العلاج الذي يُعرف باسم زيروكسات، والذي يمكن أن تتناوله بمعدل نصف حبة يومياً لمدة أسبوع، ثم ترفعها إلى حبةٍ كاملة، وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفضها إلى نصف حبة لمدة شهرين.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية ام محمد

    جميل

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً