الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من نوبات هلع وأتعالج منها فتذهب وتعود، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

كنت أعاني من نوبات هلع، وتعالجت منها لفترة طويلة، لكن بدأت أتعاطي ترامادول، ورجع القلق والهلع، وذهبت لطبيب وكتب لي أدوية، وبدأت أتحسن.

استمريت علي الأدوية فترة طويلة كنت في حالة تحسن بالدواء، ولكن كنت أتعاطى ترامادول مع الدواء، وبعدها بطلت الأدوية، ورجع لي القلق والخوف الشديد.

ذهبت لطبيب آخر وكتب لي أدوية لعلاج القلق والتوتر، ودواء اسمه ستلاسيل، واكتينون ولوسترال، وأحسست بتحسن، ورجعت آخد ترامادول، ولكن بكمية قليلة جداً.

لقد تركت الترامادول وظهرت أعراض جديدة مع القلق والخوف الشديدين، وهي وسواس الخوف من الانتحار.

صرت أفكر في هذا الوسواس معظم اليوم، ويأتيني هذا الوسواس أني أنتحر من البلكونة، لو دخلت البلكونة، ومع وسواس الموت الذي يراودني هل أنا سأنتحر؟!

ما العلاج المناسب لحالتي؟ لأن أدوية القلق لا تؤثر نهائياً في الوقت الحالي، علماً أني ذهبت لدكتور كتب لي دواء سيكولانز للوسواس، هل أنا أعاني من الوسواس القهري؟

لا أشعر بأعراض الوسواس القهري، كلها ليست عندي فكيف أعاني من الوسواس القهري، وأنا لم أمر بأعراضه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء، قطعاً الأفكار التي تتسلط عليك هي أفكار قهرية، وذات طابع ومحتوى سخيف، ولديك أيضاً قلق ومخاوف.

لذا أنت تعاني من المخاوف الوسواسية، والذي أؤكده لك أن الوساوس ذات المحتوى السخيف أو السيء لا يتبعها صاحبها أبداً لا يقوم بها، فإن شاء الله تعالى لن تنتحر من البالكونة أو خلافها، هذه مجرد وساوس يجب أن تحقرها ويجب أن يتم تجاهلها، وتصرف انتباهك عنها تماماً.

لا تترك مجالاً للفراغ، الفراغ الزمني، الفراغ الذهني وعدم حسن تدبير الوقت وتنظيمه، وعدم التواصل الاجتماعي والانتاجية الشديدة والكبيرة والجيدة في الحياة هذا يجعل الإنسان يوسوس، فاجعل حياتك مفعمة بما هو إيجابي ومفيد لك ولغيرك.

مارس رياضة وطبق بعض التمارين الاسترخائية، واحرص على الصلاة في وقتها وأكثر من الدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن هذا فيه خير كبير لك، بالنسبة للعلاج الدوائي طبعاً يجب أن تتوقف عن الترامادول تماماً.

الحمد لله، ما دامت الجرعة التي تتناولها كانت صغيرة جداً فالتوقف هنا سيكون سهلاً جداً، والترامادول ليس علاجاً جيداً لأنه يؤدي إلى الإطاقة والتحمل أي أن الإنسان يحتاج ليرفع الجرعة ليتحصل على بعض الأثر الأيجابي الذي كان يعتقده، وهنالك دراسات أخرى أن الترامادول ربما يؤدي إلى نوع من التعطيل أو الشلل الكيميائي لفاعلية الأدوية النفسية الأخرى، فأرجو أن لا تتناوله.

أما أحسن الأدوية التي ستفيدك فهو عقار زوالفت، سيرترالين الذي كنت تتناوله يضاف إليه عقار رزبيريادون بجرعة صغيرة، جرعة السيرترالين أخي تكون نصف حبة هذه هي البداية 25 مليجراما ليلاً لمدة أسبوع ثم تجعلها 50 مليجراما ليلاً لمدة شهر ثم تجعل الجرعة 100 مليجرام أي حبتين ليلاً، وأعتقد أن هذه الجرعة علاجية جيدة، علما بأن الجرعة يمكن أن تكون حتى 200 مليجراما ليلاً أي 4 حبات في اليوم، لكن لا أعتقد أنك تحتاج لهذه الجرعة، استمر على جرعة حبتين ليلاً بكل مثابرة وانتظام وحرص، ومدة العلاج أعتقد أن لا تقل عن 4 أشهر على الحبتين بعد ذلك خفضها واجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة 4 أشهر أخرى ثم نصف حبة ليلاً لمدة اسبوعين ثم نصف حبة يوم بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين ثم تتوقف عن الدواء، هو دواء سليم وفاعل وغير إدماني.

الانتظام في الدواء يساعد على البناء الكيمائي الصحيح الذي سوف يعود عليك إن شاء الله تعالى بعائد إيجابي كبير، الدواء الآخر وهو دواء داعم هو عقار رزبيريادون والذي أرجو أن تتناوله بجرعة 1 مليجرام ليلاً لمدة شهر ثم تجعلها 2 مليجرام ليلاً لمدة شهرين ثم 1 مليجرام ليلاً لمدة شهرين آخرين ثم تتوقف عن تناوله، هو دواء مفيد جداً في مثل هذه الحالات وداعم لفاعلية السيرترالين وهو أيضاً دواء سليم.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

أسأل الله لك العافية والشفاء أخي الكريم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً