الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خالفت طبيبي في جرعة الدواء الموصوفة لي، فهل أخطأت الفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

بداية أشكركم على جهودكم المتميزة.

منذ سنة ونصف أصابتني نوبة هلع، ثم رجعت لي منذ أربعة أشهر، لكني استطعت أن أسيطر عليها، ثم أصابتني مرة أخرى منذ شهر، ولم أستطع أن أسيطر عليها.

ذهبت إلى ثلاثة أطباء قلب، أولهم قال لي: بأن هناك مشكلة ظهرت في تخطيط القلب، متعلقة بالكهرباء، وأنني أحتاج 3 -4 أيام حتى تتحسن الأمور، ولكني لم أتحسن، بل رجعت لي النوبة خلال أسبوع، ثم ذهبت لطبيبين آخرين أجمعوا أن المشكلة ليست بالقلب بعد عمل تخطيط قلب وأشعة إيكو، وأن المشكلة نفسية، وعلى هذا التشخيص وصف لي أحدهما دواء بوسبار 15 م، آخذ نصف قرص في اليوم، ثم ذهبت إليه مرة أخرى بعدها بثلاثة أسابيع، قال لي بأن أتوقف عن 15، وأتناول قرصا من تركيز 10 يوميا.

وقد قرأت على موقعكم أن بوسبار يأخذ مجزأ، وبالفعل أخذت نصف قرص ثلاث مرات في اليوم لمدة عشرة أيام، مخالفة لتعليمات الطبيب، وموافقة لتعليماتكم، ثم خالفت الجرعة مرة ثانية، وأخذت قرصا كاملا صباحا وقرصا مساء، فهل عدم الاستقرار على جرعة معينة يضر؟ وهل مخالفتي للطبيب كانت على صواب؟ وهل يفضل البوسبار أفضل أم السبرالكس؟

وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جعفر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فدائماً هناك نصيحة عامة في الطب، إذا كانت متشكك في تشخيص ما فاذهب إلى ثلاث أطباء، فإذا اثنين اتفقوا على شيء فهذا هو تشخيصك السليم، طالما اتفق اثنان من أطباء القلب على أن ليس هناك مشكلة في القلب فهذا يعني أنه ليس هناك مشكلة في القلب، وحتى من استشارتك هذه واضح أنك أصبت بنوبات هلع، وثم بعد ذلك أعراض قلق وتوتر، وهذا شيء طبيعي يا -أخي الكريم- يحصل دائماً مع نوبات الهلع، واستمرارها -أي حدوث أكثر من نوبة والخوف من حدوث نوبات أخرى هذا يسمى اضطراب الهلع.

البوسبار يا -أخي الكريم- هو: علاج للتوتر في المقام الأول، ويحتاج لوقت لكي يعمل أقله شهر كامل، ليس مثل البنزوديازبين الذي تيعمل مباشرة، ولكنه لا يسبب الإدمان، وهذه هي الصفة الرئيسية له، أنه لا يسبب الإدمان.

أما بخصوص تناول العلاج: فدائماً أي علاج يؤخذ مرة في اليوم أو عدة مرات يعتمد هذا على طريقة عمل الدواء، فإذا كان الدواء يكون في الجسم لمدة 24 ساعة، فيمكن أخذه مرة واحدة، أما إذا كان التركيز -تركيز الدواء في الدم- يختفي بعد 8 ساعات فيجب أخذه 3 مرات في اليوم، وعدم الالتزام بهذا قد يؤثر على فاعلية الدواء، لأن الدواء كي يكون فعالا ويأتي مفعوله بصورة طيبة لا بد من استمرار تركيزه في الدم على طول 24 ساعة، يكون مستوى التركيز بصورة محددة، فمخالفة التعليمات هنا تؤثر على فعالية العلاج.

أما بخصوص السؤال الأخير: فأنا شخصياً أرى أن السبرالكس أفيد في علاج الهلع من البوسبار، البوسبار قد يعالج القلق والتوتر ولكنه ليس فعالا في علاج اضطراب الهلع، اضطراب الهلع أفيد له السبرالكس يا -أخي الكريم-.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً