الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق مستمر رغم سلامة الفحوصات.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بدأت قصتي منذ خمسة أشهر، نتيجة ردة فعل الخوف، فشعرت لمدة ثانية بحرارة صعدت في رأسي من الخلف لم أبالي بها، وبعدها بيوم أصبت بمشكلة في النظر والتركيز فلم أستطع استيعاب ما أقرأه أو أسمعه بسهولة ويسر، لم أهتم بالبداية، وبدأت بالتحسن بعد أسبوع، ولكن بعدها بدأت أعراض أخرى بالظهور مثل: ألم في الجهة اليسرى من المقعدة، والذي لا زال يأتيني أحيانا، وأعراض أخرى مثل خدران ونمنمة، مع ألم شديد في الرجل اليمنى أسفل الركبة استمر لمدة أربعة أيام في النهار فقط ثم اختفى، وخدران في اليدين والرقبة، وأعلى الظهر، مع آلام استمرت لمدة أربع ليالي عند النهوض من النوم ثم اختفى، بالإضافة إلى ضغط في أنحاء مختلفة من الرأس ولوعة في المعدة.

ونتيجة بحثي على الإنترنت عن هذه الأعراض خفت وأصابتني هجمة خوف، وعدم السيطرة والضوجان لمدة ساعات، وتكررت هذه الهجمات بشكل يومي تقريبا، بالإضافة لشعور بعدم السعادة والارتياح وفقدان الشهية طوال النهار، وكان هذا الشعور يختفي ليلا عند غروب الشمس بشكل تام، وقلق خلال النوم.

ذهبت إلى الطبيب، وطلب مني صورة MRI للدماغ، وكانت سليمة بفضل الله، وشخص مرضي بأنه قلق وصرف لي (زيلاكس 10 ولورانس) نصف غرام صباحا ونصف غرام مساء، التزمت بالدواء لمدة شهرين واستمرت الهجمات وخاصة مشكلة النظر والتركيز والذاكرة، ثم طلب مني أن أغير الدواء إلى (سيبرالكس 20)، ولكن الأعراض الجانبية كانت سيئة، وقلت الهجمات ولكن التوتر ظل شديدا جدا لدرجة أنني لا أستطيع الجلوس في نفس المكان، ويجب علي الاستمرار بالحركة خارج المكتب والبيت.

ذهبت لعدة أطباء، وكان نفس التشخيص، تم تغيير الدواء إلى (زولوفت 50) حبتين منذ 10 أيام (وزاناكس 25) لمدة أسبوعين صباحا ومساء، ولكن ما زلت أعاني مما يلي: توتر شديد خلال النهار بحيث لا أستطيع الثبات في مكان واحد، ومشكلة في النظر وهي مزعجة جدا، والشعور بأني عندما أنظر للأشياء لا أستوعبها بسرعة بل أشعر بأن عقلي يحتاج وقتا ليحلل ما أراه أمامي، كما لو كانت عندي دوخة والشعور باللا مبالاة تماما لأي شيء، وعدم السعادة والإقبال على شيء، وعدم التركيز، ومشكلة في التذكر والتفكير المستمر بالمرض، وأشعر بضعف في أعصاب يدي ورجلي، مما أدى إلى تعطيل حياتي وعملي، مع ملاحظة أن كل هذه الأعراض تكون أقل بشكل كبير عند المساء.

بصراحة لا زلت أشك في تشخيص مرضي أنه قلق؛ لأن الشيء الوحيد الذي يقلقني هو الشفاء من المرض، وأكرر أن هذه الأعراض تخف كثيرا في المساء، وكانت شخصيتي قبل المرض هادئة جدا ولا تحمل المواضيع أكبر من حجمها، ومرح مع الجميع.

ملاحظة أخيرة فحصت النظر والسمع والفيتامينات والغدة، وكل الفحوصات سليمة -ولله الحمد-.

أفيدونا جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ aman حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، أخي كما تفضلت أعراضك نفسوجسدية والأعراض النفسوجسدية في مثل عمرك مزعجة ولا شك في ذلك، لكنها ليست خطيرة وقطعاً القلق في مثل عمرك دائماً يكون مصحوباً بالاكتئاب، فأنا أرى أنه لديك قلق اكتئابي وقطعاً تحسنك في فترة المساء دليل على وجود الجانب الاكتئابي حيث أنه دائماً يكون شديداً في الصباح ويختفي في المساء، هيمنة الأعراض الجسدية على حالتك هي التي أعطتنا الانطباع أن حالتك ليست قلق فقط، أنا أراه قلق اكتئابي مع وجود أعراض نفسوجسدية والتملم الحركي الذي يأتيك أخي هو ناتج من القلق، وقطعاً أنت محتاج لتكثيف التمارين الرياضية هذا هو خط علاجك الأول.

لا بد أخي الكريم أن تعطي هذا الأمر أهمية كبيرة، الرياضة تعالج وتعالج بفاعلية مثل هذه الحالات، وأن تحرص على النوم الليلي المبكر هذا أيضاً فيه فائدة كبيرة جداً لأنه سوف يحسن التركيز لديك، وتطبق بعض التمارين الاسترخائية أخي الكريم ومن خلال حسن إدارة وقتك لا بد أن تعطي حيزا للترفيه الإيجابي الطيب والمباح فهذا إن شاء الله يعطيك أيضاً نوعا من الراحة النفسية، الصلاة في وقتها، الدعاء، الذكر، وحسن التواصل الاجتماعي هذا هي العلاجات التي أنصحك بها.

أما بالنسبة للدواء فالزولفت دواء رائع أعتقد أنك على جرعة الـ 100مليجرام ليلاً سوف تتحسن أحوالك كثيراً، أتفق مع الطبيب أن الزاناكس بجرعة ربع مليجرام صباحا ومساء لمدة أسبوعين ثم بعد ذلك تجعلها ربع مليجرام مساء لمدة أسبوع سوف تساعدك كثيراً مع التركيز على تمارين التنفس المتدرج كتمارين استرخائية، وأنا أيضاً أريدك أن تضيف عقار سلبرايد دوجماتيل دواء جيد جداً للأعراض النفسوجسدية ولا تحتاجه لفترة طويلة ولا بجرعة كبيرة، تناول 50 مليجرام صباح لمدة شهرين ثم توقف عنه، لكن استمر على الزولفت لأطول مدة ممكنة.

الحمدلله تعالى أن فحوصاتك جيدة وسليمة وهذا مطمئن قطعاً، لا تنزعج أخي للحالة حتى وإن كانت مزعجة فهي ليست خطيرة، وركز على الجوانب الاجتماعية والسلوكية والإسلامية في العلاج مع تناول الدواء بانتظام وإن شاء الله أحوالك سوف تتحسن كثيراً هذا هو الذي أتوقعه.. بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً