الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نوبة الهلع هل تستمر للأبد أم تتحسن مع الوقت؟

السؤال

السلام عليكم.

تعرضت قبل شهر لنوبة هلع، خفقان، ورجفة وشعور بالاختناق، وبكاء، بعد تحدث شخص بالصدفة عن مشكلة كنت قد تعرضت لها، وكان يحذرنا من الوقوع فيها، وربما أكون خفت من كلام الشخص بعد ذلك، نمت قليلا ثم أيقظني أصدقائي لتناول الأكل، وبعد الأكل ذهبت للنوم مرة أخرى، وبدأت النوبة واستمرت النوبة يوما كاملا وكنت خارج البلاد، وفي اليوم التالي عدت لبلدي مباشرة، ولما رجعت لبلدي تحسنت النفسية، ولكن ظلت عندي مشكلتين:-

الأولى: أنني لا آخذ كفايتي من النوم أبدا، كل ساعتين أستيقظ وأشعر عند النوم بكهرباء أو نغز عند القلب.

والمشكلة الثانية: هي تحسسي الزائد من الأصوات بمجرد سماع نغمة الجوال تأتيني رجفة في قلبي، وبمجرد تغير صوت المكيف يحصل نفس الشيء، وإذا أحد فتح باب الغرفة كذلك تأتي الرجفة في القلب.

ذهبت عند راقٍ شرعي لأكثر من مرة، وأخبرني أنها ربما عين بسيطة، وأصدقكم القول فكرت في كل شيء سيء حتى الانتحار، ولكن أنا أعلم أنه حرام، فأحيانا أكون مبسوطا وأحيانا لا، ويوما أذهب للعمل ويومان لا.

بماذا تنصحوني؟ وهل أحتاج للذهاب للأخصائي النفسي أو لا؟ وهل ستذهب هذه الآثار أم سوف تستمر للأبد؟ مع العلم أن هذه أول مرة أتعرض فيها لمثل هذه النوبة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أبو وديع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعرضت له قبل شهر هي نوبة هلع حادة، وقد تكون بسبب وقد تكون لا سبب لها، وما حدث معك الآن عندما رجعت لبلدك هي أعراض قلق وتوتر واضحة، الانزعاج من الأصوات والحساسية الزائدة للحركة العادية والأصوات داخل البيت هي من علامات القلق والتوتر – أخي الكريم – وكذلك اضطراب النوم، والصعوبة في الدخول في النوم، والشعور بالإعياء في اليوم التالي، وتقلُّب المزاج، وحتى التفكير في الانتحار نتيجة هذه المشاكل: هذه كلها – أخي الكريم – أعراض قلق وتوتر واكتئاب.

وطالما أثَّرتْ عليك في عملك وأصبحتْ تُشكّل لك هذه الأعراض هاجسًا فيعني أنها وصلتْ الحالة المرضية وتتطلب فعلاً أن تذهب إلى طبيب نفسي - أو أخصائي نفسي – لإعطائك العلاج المناسب، والمتابعة، وهذه الأعراض لن تستمر – أخي الكريم – وأخذ العلاج المناسب لها، إمَّا أن يكون علاجًا دوائيًا، أو علاجًا نفسيًا، ستذهب هذه الأعراض بإذن الله وتعود لحالتك الطبيعية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً