الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصابتني نوبات هلع ووسواس الموت وقلق، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم
أشكركم على ما تقدمونه من إفادات للجميع.

أنا شاب بعمر 24 سنة، أعزب، مدخن، لا يوجد لدي أمراض مزمنة، وأنا شخص اجتماعي جداً، ولكن عانيت من نوبات هلع ووسواس الموت، وقلق بشكل مؤذ إلى أن وصل بي الحال أني لا أستطيع الخروج من المنزل، وقد تعطلت حياتي وأعمالي، ولا أعلم ما هي الأسباب التي أدت إلى ذلك، ولكن بفضل الله ثم بفضل موقعكم الكريم، وبعد أن قرأت استشارات كثيرة مطابقة لحالتي تحسن حالي كثيراً، وتغلبت على الأمرين (الوسواس والهلع)، بدون أدوية ولم تعد تأتيني النوبات، أصبحت أعيش حياتي بشكل إيجابي.

نوبة الهلع لم تعد تأتي منذ شهرين وأكثر، إلا أن هناك أعراضاً لم تذهب عني، وسأحاول أن أصفها بدقة:
يلازمني دوار، ودوخة خفيفة أغلب الوقت، (تزيد الدوخة بعد الأكل وعند التحدث مع شخص، يعني أثناء الكلام)، وخفة أعلى الرأس، وتنميل خفيف باليد اليسرى أحياناً، وحساسية من الضوء، بمعنى أني لا أتحمل الإضاءة كثيراً، وعيني أشعر بأنها غير مرتاحة بالرؤية نوعاً ما.

كما أشعر أن لدي رجفة لا إرادية بالرأس والجسم، (خفيفة جداً ونادراً يحصل).

هذه الأعراض أتتني منذ أن أصابتني أول نوبة هلع، وقد قمت بالفحوصات التالية: تخطيط للقلب وقوة الدم وفحص البول والغدة الدرقية، والأذن الوسطى، والضغط والسكري، والنظر، وجميعها كانت سليمة، فما هو العلاج المناسب لهذه الأعراض؟ لأني منزعج منها كثيراً، وتسبب لي عائقاً في إنجاز أعمالي وحياتي اليومية!

وفي النهاية شكراً لكم، وأتمنى من الله لكم دوام الصحة والعافية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبعض الأعراض اختفت، وقد تكون نوبات الهلع ووسواس الموت، ولكن أعراض القلق ما زالت معك، أخي الكريم، والتي تشكو منها هي أعراض بدنية للقلق والتوتر.

القلق التوتر قد يكون في شكل أعراض نفسية وأعراض بدنية، والذي تشكو منها هي أعراض القلق الجسدية، الناتجة من أعراض القلق والتوتر، بما أن القلق اضطراب نفسي فالفحوصات عادة تكون سليمة، لأن سبب هذه الأعراض ليس عضوياً إنما هو نفسي وهو القلق.

تحتاج -أخي الكريم- لعلاج، طالما قاومت بنفسك وتحسنت بدرجة كبيرة، ولكن تحتاج إلى علاج دوائي لزوال هذه الأعراض، وأنسب دواء لعلاج اضطرابات القلق الجسدية هو الدولوكستين 30 مليجراما كبسولة يومياً، وإن شاء الله فعال جداً في الأعراض البدنية للقلق والتوتر.

عليك بالاستمرار فيه تحتاج لشهرين حتى تزول هذه الأعراض، وبعد ذلك يجب الاستمرار عليه لفترة لا تقل عن 6 أشهر، ويمكن التوقف عنه بدون تدرج لأنه غير معروف عنه أنه يسبب أعراضاً انسحابية في الكثير من الحالات، وإن كان بعض المرضى يشتكون من هذه الأعراض، ولكني شخصياً أعتقد أن هذا يحصل مع الذين يستعملون الدواء لفترة طويلة عدة سنوات، ويستعملون جرعة كبيرة 60 مليجراما، ولكن في هذه الجرعة الصغيرة 30 مليجراما وبعد 6 أشهر قد لا تحدث أعراض انسحابية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً