الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ضيق يزداد باستمرار ونوم متقطع، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أشكركم على هذا الموقع وعلى مساعدتكم لي.

عمري 23 سنة، كنت مقبلا على الامتحانات الجامعية وأصبت بالزكام عدة مرات متكررة، وأصبت بحالة نفسية سيئة جعلتني أتغيب عن الامتحانات، وهذه الحالة هي كالتالي:

في أول يوم يصيبني الزكام أشعر بالخوف، وأبدأ أشعر بالضيق يوما بعد يوم، ويزداد الضيق إلى أعلى مستوى بعد أسبوع.

أستيقظ في الصباح أشعر بالضيق والانزعاج غير المبرر، ثم يزداد هذا الشعور تدريجيا حتى الظهر، ويشتد بي الأمر ولا أقدر على فعل شيء سوى التفكير بهذه الحالة، وكيف سأخرج منها، أدعو ربي كثيرا أن يخلصني من هذه الغمامة، وأبكي وأمشي كثيرا ولا أستطيع أن أجلس وتنعدم شهيتي للطعام ولكل شيء تقريبا.

وفي المساء أرتاح قليلا وأستطيع أن آكل وأنام حتى لو كان نومي متقطعا قليلا، وأكره أن أستيقظ وأواجه نفس المشكلة في اليوم التالي، لكني لا أنام أكثر من ست ساعات، ثم بعد أسبوع أعود لطبيعتي بالتدريج مع بعض الخوف من أن تعود إلي نفس الحالة.

في آخر مرتين أصبت بهذه الحالة مصحوبة بالزكام، مرة في الامتحانات، ومرة في العطلة، راجعت ثلاث أطباء:

الأول قال: وسواس قهري، ووصف لي زولفت 50 حبة كل يوم، واولانزابين أيضا.
لثاني قال: اضطراب قلق عام، ووصف نفس الأدوية.
الثالث قال: اكتئاب.
والمعالج قال: بانيك اتاكس.

كل هذه التشخيصات المختلفة جعلتني أفقد الثقة بالطب، وأنني لن أشفى ما دام مرضي غير معروف على الأقل بالنسبة لي. علما بأني أخذت فقط الزولفت حبة كل يوم منذ شهرين تماما، ولا أريد أن آخذ دواء؛ خصوصا أن وزني قد زاد.

أرجو منك مساعدتي، أسأل الله أن يزيد من حسناتك، ويوفقك، ويديم عليك صحتك، ويطيل عمرك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرجو –أخي الكريم– ألَّا تفقد الثقة في الأطباء، وطبعًا التشخيص في الطب النفسي مبني على الأعراض، ليست هناك فحوصات يعرف بها المرض النفسي من خلال فحص الدم أو غير ذلك، إنما الفحص النفسي ينبني أو يتم من خلال معرفة الأعراض، وإذا كانت الأعراض مختلفة – أي ليست معروفة لمرضٍ معيَّن – فهنا ينتج الاختلاف، ومن الأعراض التي ذكرتها – أخي الكريم – أعراض قلق وأعراض اكتئاب في المقام الأول، وطبعًا الوسواس القهري مختلف، ولكن قد توجد أيضًا فيه أعراض قلق وأعراض اكتئاب.

أخي الكريم: تشخيصك الصحيح بإذن الله هو اكتئاب، ولماذا أقول ذلك؟ لأنه دائمًا الأعراض تُصاحب الزكام، والزكام فيروسي، وقد ثبت أن هناك ارتباطا شديدا بين الأمراض الفيروسية والاكتئاب النفسي، بل إن بعض الفيروسات تظهر في شكل أعراض اكتئاب فقط، ولا يُكتشف إلَّا بعد فترة أن هناك اضطراب فيروسي.

فإذًا ارتباط هذه الأعراض مع الزكام وأعراض الاكتئاب هي الأكثر ظهورًا في شكواك، وبالذات حدوثها بعد الصباح، وتحسُّن بالليل، هذا من الأعراض الرئيسية عند الاكتئاب، إذ دائمًا مرضى الاكتئاب تكون أعراضهم شديدة في أول النهار وتختفي أو تخف تدريجيًا في الليل، ممَّا جعل بعض الأطباء يربطون هذا ببعض التغيرات الهرمونية عند الإنسان.

على أي حال – أخي الكريم – تشخيصك هو اكتئاب، ناتج من الالتهابات الفيروسية التي تُصاحب دائمًا الزكام، وهذا في حدِّ ذاته خبر جيد، لأن هذا الاكتئاب يتبع دائمًا الزكام، وكلما خفَّت نوبات الزكام فإن شاء الله الاكتئاب يختفي، وهذا ما يظهر معك أنه دائمًا بعد أسبوع تختفي أعراض الاكتئاب، وهذه هي دائمًا المدة التي يُشفى الإنسان فيها من الزكام.

فهوّن عليك، لا تحتاج إلى أي أدوية، بل تحتاج إلى فهم هذا المرض، وعليك بعلاج الزكام، وليس هناك طبعًا علاج مباشر للفيروسات، ولكن يجب عليك أخذ قسطًا كافيًا من الراحة واستعمال المسكنات مثل البنادول وغيره، فكل هذا يُساعد على علاج الزكام، وبالتالي تُخفف من مشاكل الاكتئاب النفسي.

وللفائدة راجع العلاج السلوكي للاكتئاب: (237889 - 241190 - 262031 - 265121).

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً