الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما توقفت عن الأدوية عادت حالة الهلع والاكتئاب والقلق، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شهر مبارك عليكم، وتقبل الله صالح أعمالك.

في 2013 بدأت معي نوبات الهلع، وصاحبها الاكتئاب والقلق، وصرف لي الدكتور بروزاك 20 مج، وكلونازيبام  1 مج، واستخدمته لمدة سنة، ثم توقفت عن البروزاك، واستخدمت الكلونازيبام عند الحاجة، ثم توقفت عن الكلونازيبام بعدها بثلاثة أشهر تدريجيا.

تحسنت حالتي لمدة ستة أشهر، ثم عادت الأعراض والاكتئاب والقلق والهلع قبل سنة، فعدت إلى الطبيب، وصرف لي نفس الأدوية لمدة سنة، وطلب مني التوقف بعدها، وتحسنت حالتي، وعادت الحالة مرة أخرى قبل أسبوع.

هل تنصحونني بالعودة للبروزاك والكلونازيبام؟ وكم المدة المفترض أن أستمر عليها؟ وهل للبروزاك أعراض جانبية بعد التوقف؟ علما أني موظف ومتزوج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طبعًا دائمًا العلاج الأمثل - أخي الكريم - لنوبات الهلع والقلق مع الأدوية هو أن يكون هناك علاجًا سلوكيًا معرفيًا، لأن هنا تكون الاستجابة أحسن وأفضل، وعادةً الأعراض لا ترجع أو لا تعود بعد التوقف عن تناول الدواء، ولذلك نصيحتي الآن في البداية أن يكون هناك علاجًا سلوكيًا معرفيًّا مع العلاج الدوائي.

أما بخصوص الدواء الأمثل، فالدواء الأمثل هو الذي استجبتَ له من قبل وتحسَّنت عليه، وهنا نعني البروزاك - أخي الكريم - البروزاك هو من فصيلة الـ (SSRIS)، وهو يُساعد في علاج نوبات الهلع والقلق والاكتئاب.

أما الكلونازبام فهو مُهدئ، ومن فصيلة الـ (بنزوديزبين)، مشكلته الرئيسية في الإدمان عليه إذا استمرَّ عليه الشخص لفترة طويلة متواصلة، ولذلك فنصيحتي الآن أن ترجع للبروزاك لوحده، وإذا اضطررت استعمال الكلونازبام فعند اللزوم فقط، حتى تزول الأعراض وتستمر على البروزاك، والمدة هنا غير مُحددة، أي نتكلم عن أكثر من ستة أشهر، لأنه دائمًا تحصل الانتكاسة عندما يتم التوقف من تناول الدواء، ولكن إذا حاولتَ أن تجد علاجًا سلوكيًا معرفيًّا مع تناول البروزاك -فإن شاء الله- هذا يؤدي إلى التوقف عن البروزاك يومًا ما، ولا ترجع إليك الأعراض.

أما الأعراض الجانبية للبروزك فهي خفيفة، ولكن بالنسبة لك ومتزوج قد يُسبب البروزاك بعض المشاكل الجنسية، ومنها سرعة القذف، وأحيانًا ضعف الرغبة الجنسية، إلَّا أن هذا لا يحصل بكثرة وليس مع الجميع، ولا نعتقد أن ذلك سيحصل معك، وإذا حصل ذلك فإمَّا أن تغيِّر الجرعة أو يتغيَّر العلاج.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً