الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الاكتئاب ولا أستطيع النوم ليلا

السؤال

السلام عليكم

عانيت منذ فترة طويلة من التعب، مما أدى إلى إصابتي بالاكتئاب، -والحمد لله- استطعت تخطي هذه المرحلة بالالتزام والصلاة، والتقرب من الله، ولكنها تركت لي أثرا وهو أنني لا أستطيع الخلود إلى النوم بسهولة، وكأن شيئا يمسك عقلي ولا يتركه، أشعر بالنعاس، وعندما أنام لا أعتقد أن نومي عميق، وأحيانا لا أكمل الخمس ساعات، فهذا يؤثر على حياتي العملية والصحية، وأصبحت لا أشعر برعشة الكهرباء التي تأتي إلى المخ لتجعله ينتعش ويبدأ من جديد.

أنا لا أعرف أن أصف الشعور الذي أحس به، ولكنني أشعر بشيء يمسك عقلي، ولا أشعر بقشعريرة المخ، أو عملية الفصل والانتعاش للمخ، فماذا أفعل؟ أرجو المساعدة.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله - أخي الكريم - أنك تخطَّيت وتخلَّصت من معظم الأشياء التي كنت تعاني منها، وهذا شيء إيجابي، والآن تبقى مشكلة النوم، والنوم لخمس ساعات شيء طيب، ولكن طبعًا يُستحسن دائمًا أن ينام الشخص - بالذات إذا كان شابًّا - فترة ثمان ساعات يوميًا (تقريبًا)، ويستحسن دائمًا أن يكون النوم بالليل ومتواصلاً، ولا ينام الشخص بالنهار إذا كانت عنده مشكلة في النوم، لأن -عادةً- نوم النهار لا يكون بنفس فعالية نوم الليل، ونوم النهار يعمل على عدم النوم ليلاً - أخي الكريم -.

أنا أتفق معك بأن عدم النوم بصورة صحية ولفترة كافية يؤثِّر على أداء الشخص ونشاطه وصحته، ولذلك - أخي الكريم - أنصحك أولاً بتجنُّب التفكير قبل النوم ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، أي لا تذهب إلى الفراش وتحمل معك هموم اليوم، اختر ساعة من الليل تنام فيها، واطفئ أنوار الغرفة بصورة تامّة، وهواء الغرفة يجب أن يكون معتدلاً، أي لا تكون باردة ولا تكون حارَّة (ساخنة)، وتجنَّب المنبِّهات ليلاً - خاصة الشاي والقهوة والبيبسي والكولا والشكولاتة -.

وهناك دواء قد يُساعدك كثيرًا - إن شاء الله - يُسمَّى (ميرتازبين) أو يُسمَّى تجاريًا (ريمارون)، 15 مليجرام، تتناوله وتأخذه بجرعة حبة ليلاً، فهو يساعد على النوم، لا يُسبِّبُ الإدمان، ومضادٌ للاكتئاب أيضًا، وعند التحسُّن يمكن الاستمرار عليه لفترة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك يمكن أن يتم التوقف عنه دون تدرُّج، فهو لا تحصل معه أعراض انسحابية، ولا يُسبِّبُ الإدمان، - وإن شاء الله - يساعدك فيما ذكرت من أعراض قلق - مثل مسكت (كلبشة) العقل والأعراض التي تشعر بها - وهي كلها ناجمة عن التوتر والقلق.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً