الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مساعدة الزوج في حياته المادية رغم عصبيته وقسوته

السؤال

أم لطفلين، زوجي عصبي جداً لا يمر علينا يوم بدون خصام، يقف عند كل شاذة وفاذة، لا يملك أعصابه ولا يكن لي الاحترام، يشتمني أمام أولادي وأمام المساعدة وأمام عائلته، أحس أنني لست سعيدة.

مع العلم أنني أساعده في مصاريف المنزل مثلا: الأولاد، أتعاب المدرسة، ملبسهم، المساعدة..إلخ، والآن أنا حائرة وأرجوكم مساعدتي لأنني أحس أنني مظلومة.

مع العلم أنني كنت أود مساعدته في شراء منزل متسع وسيارة جديدة و...و...و...لكن سرعان ما أحس أن زوجي لا يستأهل هذه التضحية.
سؤالي: هل أساعده رغم عدم اعترافه بهذه المساعدة ورغم شدته وعصبيته أم ماذا؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يهدينا جميعاً لما يحبه ويرضاه.

وبخصوص استشارتك لنا في التعامل مع زوجك ومساعدته، أولاً نقول لك: إن الناس تختلف في طباعهم وأخلاقهم وسلوكهم، وهذه سنةٌ من سنن الله في أرضه، ولذا قلّما يوجد اثنان يتفقان في كل شيء، ولهذا أوجب الله باباً كبيراً على عباده سماه الصبر؛ حتى يصبر المحسن على إساءة المسيء، ويصبر العاقل على الجاهل، ويصبر الحليم على الأحمق.

هذا من جانب عام، فما أوصيك به هو أن يكون الصبر شعارك دائماً، وعاقبته طيبة وخير بإذن الله.

ثانياً: مثل زوجك هذا كثير، وكونه عصبياً أو أحمق، هذا يتطلب منك تعاملاً خاصاً، فهو مريض وأنت طبيبة له، فعليك أن تكتشفي أسباب إثارته وانفعاله، فتجنبي ذلك بقدر الإمكان، ثم لا تناقشيه كثيراً ولو كنت أنت على حق، فهذا من النوع الذي يضيق صدره.

ثالثاً: فيما يتعلق بمساعدته، أرى أن تفتحي معه صفحة جديدة تقوم على احترامه وتنفيذ كلامه، وعدم مناقشته، والصبر على سلوكه، ثم تستمري في مساعدته، وانظري إليه هل يتحول في معاملته ويحترمك أم يتمادى في سوء معاملته؟ فإن اعتدل فلله الحمد والمنة، واستمري في حسن تعامله، أما إن لم تؤثر فيه هذه المعاملة، واستمر في سوء تعامله، فليس واجب عليك مساعدته في البيت، فلك أن تمسكي عن هذه المساعدة وتدعيه ينفقه هو؛ حتى يشعر بسوء تعامله.

وفي النهاية، فإن مثل هذه الأمور تتوقف على مدى تعامل الزوجين وتفاهمهما، ومساعدة بعضهما للآخر.

وأرى أن تجلسي معه عند ساعة صفائه، وتناقشيه في تعامله هذا بهدوء، وأن الله تعالى أمر بحسن المعاشرة وبالمودة بين الزوجين، واسأليه ماذا يريد منك؟ ومثل هذه الجلسات أحياناً تؤتي ثمارها.

وعليك بالابتهال إلى الله بكثرة الدعاء لا سيما عند السحر أن يهدي زوجك، ويوفق بينكما.

والله الموفق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً