الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد موت والدي ظهرت علي أعراض عديدة، فما نصيحتكم لي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم على ما تقدمونه لنا، وجعله الله في ميزان حسانتكم.

أنا شاب، عمري 27 عاما، غير مدخن، ولدي توفي منذ شهرين، وأنا من أخذ الصدمة، ومات على يدي، والحمد لله لقنته الشهادة، من بعد موت أبي وأنا أمر بظروف صعبة، أراقب كل حركة بجسمي، ونبض القلب، غير قادر على أخذ النفس إلا عند التثاؤب، فأنا أتثاءب كثيرا، وأحيانا أحس أن قلبي سيقف، ولا أشغل نفسي بحاجة كي أعود كالسابق.

أعاني من عدة أشياء ولا أعرف تشخيصها، ذهبت لطبيب باطني، وقال: حالتك جيدة، ولكي تطمئن أكثر قم بعمل التحاليل، ورسما للقلب، أنا خفت من إجراء التحاليل؛ حتى لا يتبين عندي المرض وأوهم، فهل ما أعاني منه مرض نفسي أم جسدي، أتمنى أن أكون إنسانا طبيعيا، ولا أفكر في شيء.

وبعد موت أبي كانت تظهر علي أعراض مثل سكرات الموت، فأحس أن روحي تنسحب من رجلي، وضربات قلبي سريعة، وأدخل في الدوار، وأحس أني سأفقد الوعي، من فضلك دكتور شخص حالتي حتى لا أدخل في الدوامة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Mohaned حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن بعض الناس عندما يُتوفى شخص عزيز عليهم – كالوالد أو الوالدة أو الابن أو الابنة – ولم يبكوا بعد الوفاة مباشرة – بالرغم من حزنهم الداخلي – فهذا يظهر في شكل أعراض بعد فترة، أعراض قلق وتوتر، وأحيانًا أشياء نفسية مرتبطة بالشخص المتوفي أو غير مربوطة، وأيضًا أعراض خوف من الموت، وهكذا.

لذلك دائمًا إظهار الحزن والبكاء عند وفاة شخص عزيز من الأشياء المفيدة نفسيًا، وتُريح الشخص فيما بعد، وتُساعد على النسيان والرجوع إلى الحياة الطبيعية، ولكن إذا كان في بداية العزاء لم يبكِ بما فيه الكفاية، ولم يحزن، وكان مشغولاً مثلاً في أشياء أخرى: استقبال المُعزِّين – وهكذا – فبعد فترة قد تظهر عليه أعراض قلق وتوتر، كما حدث معك، وهذا شيء نفسي محض، وليس عضويًا، حتى ولو كانت هناك أعراض بدنية أو جسدية؛ فهذه كلها ناتجة من الحالة النفسية – أخي الكريم – وله أسماء مختلفة، وقد يُسمَّى بالحزن غير الطبيعي، أو (جريف أكشن) يعني الحالة النفسية التي تأتي بعد موت شخص عزيز.

وعلاج هذه الحالة – أخي الكريم – علاج نفسي في المقام الأول، من خلال جلساتٍ نفسية مُعيَّنة، يُساعدك المعالِج النفسي على اجتياز هذه المرحلة، وكيفية التعامل مع أحزانك، وإن كانت هناك أشياء في داخلك لم تفصح عنها بخصوص والدك، فهذا كله يتمّ من خلال الجلسات النفسية، وبعدها تشعر بالراحة، وتختفي هذه الأعراض التي تُعاني منها، ولا يُلجأ للحبوب إلَّا إذا كانت هناك أعراض اكتئاب واضحة وقلق شديد، مثل عدم النوم، أو فقدان الشهية – وهكذا – حينها يلجأ الطبيب لإعطاء حبوب للمساعدة، ولكن العلاج الرئيسي هو علاج نفسي أخي الكريم.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً