الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخوف من الأمراض وأعاني من القولون، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

أشعر دائما بالخوف من الأمراض، منذ عدة أشهر ازدادت المخاوف، كنت أحس بآلام في الصدر دائما، أجريت كافة التحاليل في الفترة الماضية من أشعة علي الصدر، والقلب، والبطن، ووظائف الكبد والكلى، وتحاليل الدم والسكر، وكلها سيلمة -بفضل الله عز و جل-.

هذه الفترة أحس بأعراض القولون العصبي من انتفاخ وغازات، وأحيانا إسهال وإمساك، والأهم أنني أحس بتفريغ كامل للأمعاء، وأذهب مرة واحدة للتبرز كل صباح، وبعدها أحس بتفريغ كامل وكأن المعدة تنكمش للداخل، يوجد فقط إحساس بحركة الأمعاء وغازات بدون ألم.

توقفت عن شرب المياه الغازية، وأتناول الفواكه، والخضروات، والزبادي، ومنتجات البروبيوتك بكثرة بدون نتيجة.

ما نصائحكم؟ وكيف أتغلب على القلق والتوتر والوسواس؟ فالأمر أصبح مزعجا جدا ومكلف أيضا، حيث أذهب دائما للمستشفى وأجري فحوصات وهكذا.

وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

الخوف من الأمراض أصبح علَّة وسمةً تُلازم الكثير من الناس في زمننا هذا، لأن الأمراض قد كثرت، والتدخلات الطبية أصبحتْ شيئًا مألوفًا في حياة الناس، كما أن موت الفجاءة كثُر. هذه قطعًا أدَّت إلى نوع من عدم الاستقرار الطبي لدى الناس، وكثر ما يُكتب (أيضًا) في الوسائط الإعلامية المختلفة حول الأمراض وعلاجها، والمكتشفات العلمية، وبعض المعلومات التي تُعطى ليست دقيقة أو علمية. هذا أيضًا أدَّى إلى عدم الاستقرار النفسي فيما يتعلَّق بالأمراض والخوف منها.

أخي الكريم: توكل على الله، واسأل الله تعالى أن يحفظك، هذا هو المبدأ الرئيسي، وأذكار النوم، وأذكار الصباح والمساء، والصلاة في وقتها، وتلاوة ورد من القرآن مطمئنة جدًّا للإنسان.

والأمر الآخر هو: ألَّا تتردد على الأطباء، لكن تُثبِّتُ مواعيد دورية مع طبيب تثق فيه، كطبيب الجهاز الهضمي (الباطني)، مثلاً تُعاوده كل ثلاثة أو أربعة أشهر، وتُجري الفحوصات المختبرية العامَّة. هذا – يا أخي – يفيدك ويجعلك أقلَّ خوفًا وتوترًا، ويمنعك إن شاء الله من التردد على الأطباء.

نمط حياتك يجب أن يكون نشطًا، من حيث التواصل الاجتماعي يجب أن تُكثِّف من ذلك، وتحرص عليه، وكذلك القيام بالواجبات الاجتماعية. ممارسة الرياضة هي من أفضل ما ننصح به خاصة لأعراض القولون العُصابي. النوم الليلي المبكر – أخي الكريم – مطلوب، التعبير عن النفس وتجنب الاحتقانات النفسية السلبية، أن تكون إنسانًا متفائلاً وحسن التوقعات. هذا يفيدك كثيرًا في صحتك النفسية والجسدية.

ويا أخي الكريم: تناول أحد مضادات القلق مثل الـ (دوجماتيل) أراه مفيدًا جدًّا، الـ (سلبرايد) أو ما يُعرف بـ (دوجماتيل) دواء بسيط، مفيد، وحين يُعطى بجرعات صغيرة لا يؤثِّرُ كثيرًا على مستوى هرمون الحليب – أو البرولاكتين – والذي قد يرتفع مع الجرعات الكبيرة. أنا أصفُ هذا الدواء كثيرًا، وأراه مفيدًا، والجرعة المطلوبة في حالتك – إنِ اقتنعتَ به – هي: خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة أسبوع، ثم تجعلها خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله.

هذا هو الذي أنصحك به، وإن اشتدت عليك الأعراض ولم تجد بُدًّا من الذهاب إلى الطبيب فأرجو أن تذهب إلى الطبيب النفسي، وأنا متأكد أنه سوف يعطيك المزيد من الإرشاد، ويُدرِّبك على تمارين الاسترخاء، حيث إنها مفيدة، وقد يُعطيك أحد مضادات المخاوف، مثل عقار (باروكستين) أو عقار (سيرترالين).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا هدى سالم

    جزاك الله خير دكتور.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً