الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية مواجهة خطر العولمة الثقافية والفكرية

السؤال

مما لا شك فيه أن الغرب أدرك أن لا جدوى من الحروب لزعزعة إيمان هذه الأمة المسلمة وبالتالي نهج سياسة أخرى أكثر فعالية وبأقل تكلفة، أقصد هنا العولمة، فسؤالي هو كيف يمكن مواجهة هذا الخطر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الحسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله العظيم أن يحفظك ويسدد خطاك، وأن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح، وأن يبلغك المنى والمناجح، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.

فحق لأمتنا أن تفخر بشباب يحمل همَّ أمته ويسعى لإبطال كيد عدوه؛ مستعيناً بالله ومتأسياً برسولنا صلى الله عليه وسلم الذي لم يهادن الباطل ولم يَقْبل بأنصاف الحلول، لكنه أعلنها مدويّة: (والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه).

ولا عجب فنحن أمةٌ قائدةٌ لا مقودة، أمة أخرجها الله لتخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، وقد سعدت الدنيا قروناً عديدة بحضارة الإسلام التي حفظت للإنسان حقه، وسعد في ظلالها حتى الحيوان، وشهد بكرمها وعدلها العدو قبل الصديق، ثم خلفت من بعد ذلك خلوفٌ نسيت رسالتها فتولى القيادة الأشرار، وكُنَّا أول من اكتوى بالنيران، ودفعت الدنيا ثمناً باهظاً لتأخرنا، وعمَّ الشقاء رغم التطور المادي، وانعدم الأمن مع وجود السلاح.

ولقد أدرك أعداء أمتنا أنها لا تُواجه بالسلاح والقوة؛ لأن ذلك يذكرها بالجهاد ويردها إلى الصواب؛ فعمدوا إلى حرب خفية تسعى لتمييع الأمة قبل حربها، وشغلها بالشهوات وزرع الفتن والشبهات التي تزعزع الثوابت وتشكك في القطعيات، ثم عمدوا إلى زرع العداوة والبغضاء بين أبناء الأمة الواحدة، فسهل على العدو أن يتغدى بدولة ويتعشى بأخرى.

ولكن أمتنا ـ ولله الحمد ـ تملك عناصر الحياة والبقاء، فإن دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة، ووعد الله لا يتخلف، قال تعالى: (((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا))[النور:55]، وما هي المواصفات المطلوبة: ((يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ))[النور:55].

ومما يعيننا على إبطال الكيد وبناء المجد ما يلي:

(1) العودة الصادقة للإسلام وترسيخ العقيدة في النفوس.

(2) تنظيم الجهود وتوزيع الأدوار ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب.

(3) فتح البصائر وإحياء الشعائر.

(4) العمل على وحدة الصف.

(5) فتح قنوات إسلامية على طراز قناة المجد.

(6) إعادة النظر في مناهج التربية والتعليم.

(7) التربية على العقيدة وترسيخ حب القرآن.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً