الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عانيت مؤخراً من ألم في منطقة الصفن اليمنى ممتد إلى الساق

السؤال

السلام عليكم.

عانيت مؤخراً من ألم في منطقة الصفن اليمنى، ممتد إلى الساق اليمنى، ثم بدأ الألم يتوزع منه ثم إلى حرقة ووخز، قمت بعمل تحليل إدرار وفحص سونار، وكانت النتيجة إيجابية وطبيعية.

قال الطبيب: إن لدي التهابات، والآن قد مر ما يقارب 3 أسابيع، أول أسبوعين كتب لي الطبيب دواء ليفوفلوكسين لأسبوعين، وحب باندول، ومن ثم راجعته فكتب لي cefixime لمدة 10 أيام، وكبسول monodoks .

الألم قل وبدأ يخف، وأحياناً تهيج منطقة البربخ، وكان هنالك حرقة، لكن ما يثير قلقي هو أن ملمس الخصيات صلب أو قاس دون أن يصاحب ذلك الألم، ولما سألت الطبيب بادر بالفحص السريري، وقال: إن الأمر طبيعي لكني قلق بشأن ذلك، لأن القوام الطبيعي هو رخو وطري، والآن قاس وصلب، فهل ذلك نتيجة الالتهابات؟ وهل سيزول هذا الملمس تدريجياً؟

ملحوظة: أشعر لما أتألم في البربخ بحساسية في الصف السفلي من أسناني، وكأنما تحكني جسدياً، فحبذا إجابة وافية ودقيقة للاطمئنان.

تحياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عزيزي أحمد، إن ما تعاني منه يسمى بالتهاب الخصية، والبربخ الحادacute epididymo-orchitis، والذي عادة ما يكون بكتيريا، وبالطبع من الممكن أن يكون فيروسياً، وأحياناً ناتجاً عن الالتهابات التي يكون مسببها الأمراض المنقولة جنسياً، والذي يتبع الممارسات الجنسية المحرمة، ولأسباب أخرى سأوضحها تالياً، وإذا استبعدنا إمكانية الأمراض الجنسية فإن هذا الالتهاب موجود بكثرة، ويصيب جميع الأعمار ابتداءً من الأطفال الصغار، وحتى كبار السن.

للفائدة فإني أحب أن أوضح أن الخصية معروفة، أما البربخ فهو الأنبوب الموصل من الخصية إلى الإحليل، والحويصلات المنوية، (والإحليل هو الأنبوب الموجود داخل الذكر، والذي ينقل البول والمني إلى الخارج).

تتم العدوى لهذين العضوين إما بانتقال الأمراض الجنسيةن والتي تسببها ميكروبات السيلان والكلاميديا والزهري، وغيرها من الباكتيريا المنشرة جنسياً، ويجب في هذه الحالة أن يعطي المريض المعلومات الكاملة لطبيبه حتى يتمكن الأخير من وصف الدواء المناسب، والذي يغطي هذه الميكروبات مثل الدواء الذي أخذته، وبعض الأدوية الأخرى، مثل الدوكسيسايكلين.

كما يجب أن يعالج الشريك، وبالذات الزوجة، والتي من الممكن انتقال العدوى إليها ومنها في بعض الأحيان، وليس هذا هو المكان للتوسع في شرح هذه المسألة.

أما الالتهابات بالبكتيريا العادية فهذه يكون منبعها التهابات المثانة، والبروستاتا، وفي ظروف نادرة وقليلة جداً قد يكون المسبب لهذا المرض هو ميكروب السل أو التدرن الرئوي، ويكون هذا الأخير منتشراً في المجتمعات الفقيرة، والمتخلفة طبياً.

في الغرب يكثر عند المصابين بمرض الإيدز أو نقص المناعة المكتسب، ويكون مساره مغايراً لما تصف؛ فهو مرض مزمن، وأستبعد أن تكون تعاني منه، وتبقى الأسباب الأخرى لهذا المرض، منها تناول بعض العقارات الطبية للقلب، والالتهاب الكيميائي الناتج عن انسداد عنق المثانة أو الإحليل نتيجة تضيقات به، مما يؤدي بالبول أن يرتجع داخل القنوات المنوية، ومنها إلى البربخ والخصيتين، مسبباً التهابات حادة ومزمنة، وعادة ما يكون هذا الأخير عند كبار السن الذين يعانون من تضخم البروستاتا، وعند الشباب الذين يمارسون رياضات بدنية عنيفة، وبخاصة حمل الأثقال الكبيرة.

تشمل الأعراض لهذا المرض تلون كيس الصفن باللون الأحمر القاني، وقد يكون ملمسه دافئاً، وقد يصاب المريض بارتفاع معتدل في درجة الحرارة، وكثيراً ما يشكو المرضى من تورم الخصية أو الخصيتين مع البربخ، والإحساس بالألم الحاد عند لمسها أو عند المشي واحتكاكها بالأرداف.

كذلك قد يشتكي المريض من حرقان في البول، وعجلة، وقد يلاحظ خروج إفرازات من الذكر أو تواجد قطرات دم في المني، كما أن الإنزال للسائل المنوي يكون مؤلماً، وقد يصاحب ذلك شعور المريض بآلام في أسفل البطن أو الحوض.

يكون التشخيص بالفحص السريري، وطلب فحوصات مخبرية متحرية ضد الالتهابات المنقولة جنسياً، وفحص للبول بحثاً عن الالتهابات البكتيرية، وإجراء فحص بالموجات الفوق صوتية للمنطقة للتأكد من نوعية الالتهاب، ومن عدم وجود التواء خصوي، أو نادراً تجمع صديدي في المنطقة، والذي قد يتطلب تدخلاً جراحياً إذا لم يستجب للعلاج الوريدي بالمضادات الحيوية.

يكون العلاج بما وصفت من عقارات طبية، والتي قد يصفها الطبيب عن طريق الفم أو العروق، كما تستدعي الحالة، وتكون الاستجابة سريعة بالنسبة للألم، والذي قد يختفي أو ينقص جداً في يومين أو ثلاثة من تلقي العلاج.

أما التورم فإنه قد يستغرق فترة طويلة حتى يشفى تماماً، وقد تمتد إلى ثلاثة أشهر أو نحوها.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً