الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بوسواس بعد الولادة أن من أنجبتها ليست طفلتي.. ساعدوني.

السؤال

السلام عليكم.

أنجبت منذ شهر طفلة، عندما عدت إلى البيت أتاني وسواس -والعياذ بالله- بأن الطفلة ليست طفلتي، وبدأت أعصابي تتعب، حتى وصل بي الأمر أنني أصبحت في حالة يرثى لها، وأهملت طفلتي كثيرا؛ لأنني كنت تعبانة جدا، اليوم أصبحت في حالة أفضل.

لكني أعاني بشكل كبير من أنني كل اليوم أتذكر كيف حملت بها، وأتذكر كيف كنت أذهب لدكتور للمعاينة، وكيف كانت بطني والرسائل حول الحمل في الواتساب، وهذا كله لأتأكد بأنني كنت حاملا ليطمئن قلبي.

وهذا بالفعل يزعجني جدا؛ حيث أشعر وكأنني سأجن من هذا الشيء الغريب، ماذا يمكنني أن أفعل ليختفي كل هذا، والله تعبت، فهل يوجد دواء معين أو علاج معين؟

ساعدوني بتشخيص هذه الحالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آيات حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعانين منه – أختي الكريمة – هو وسواس قهري، ومن أكثر أعراض الوسواس شيوعًا هو التشكك المستمر ومحاولة الاطمئنان، هذا من أكثر أعراض الوساوس القهرية حدوثًا، فأنت تعانين – أختي الكريمة – من مرض الوسواس، وطبعًا مرض الوسواس بالذات إذا كانت هناك أشياء عزيزة على الشخص يجعل الشخص متوتِّرًا بدرجة كبيرة.

وهناك علاج للوسواس القهري، هناك أدوية، وهناك علاج سلوكي معرفي، وطبعًا أهم شيء إذا كنت تُرضعين الطفلة هو أن يتم إعطاؤك دواءً لا يؤثِّر في الرضاعة، وهناك أدوية نفسيّة تُعالج الوسواس القهري ولا تؤثِّر في الرضاعة، وعلى رأسها الـ (سيرترالين) والذي يُعرف تجاريًا (زولفت)، هو من الأدوية التي تُساعد في علاج الوسواس القهري ولاتؤثِّر على الرضاعة إن شاء الله.

والجرعة هي أن تبدئي بنصف حبة لفترة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وحتى بعد ذهاب الأعراض يجب عليك المواصلة لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك التوقف التدريجي – أختي الكريمة – وإذا استطعتِ أيضًا أن تجدِي علاجًا سلوكيًّا معرفيًّا مع العلاج الدوائي فهذا يُساعد بدرجة كبيرة على التخلص من هذه الأفكار الوسواسية التي تأتي في شكل شكٍّ مستمرّ.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً