الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من آثار الزواج بغير المسلمات على الأطفال

السؤال

السلام عليكم.

لقد كنت متزوجاً من امرأة ألمانية متسلطة، وأسفر الزواج عن ابنة تبلغ 10 سنوات الآن، ولكن أمها تنشئها كمسيحية فقط لكي تضايقني وليس إيمانا منها بالدين، وابنتي التي تحصل أسبوعيا على ثلاث حصص في الدين المسيحي، وفي فصل كل الأطفال فيه مسيحيون قد تأثرت بهم وأصبحت ترفض الذهاب إلى المسجد وترفض حفظ القرآن أو الحديث عن الإسلام.

وحيث إنني أراها لعدة ساعات فقط كل أسبوع أصبح من الصعب علي مناقشتها، وأسألكم ماذا أفعل للتقرب منها وإفهامها ديننا الذي يؤمن بكل الكتب والأنبياء؟ وكيف أنشئها مع ضعف موقفي؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله العظيم أن يصلح الأحوال، ويسدد الأقوال، ويصلح النية والعيال.

فإن الإسلام لم يحرم الزواج من المسيحية؛ ولكننا علينا أن نراعي عدداً من الشروط عندما نفكر في الارتباط بالكتابيات، ومن تلك الأشياء المهمة ما يلي:
1- أن تكون محصنة؛ وهذا قليل جدّاً إن لم يكن معدوما عند القوم؛ فإذا بلغت الفتاة ولم تكن لها علاقات اتهموها بالعاهات والخلل، وهكذا تنتكس الفطر عند أهل الشهوات ويصبح الطهر جريمة والعفاف منقصة، قال تعالى حكاية عن قوم لوط: (( أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ))[النمل:56].
2- أن يكون الرجل صاحب دين يؤثر ولا يتأثر.
3- أن تكون الكتابية في بيئة يغلب عليها الخير والدين، كأن ينتقل بها إلى البلاد الإسلامية.
4- أن لا يترتب على الزواج من الكتابيات عنوسة وضياع المسلمات.
5- أن يثق الرجل من قدرته على التأثير على أولاده مستقبلاً، وهذا صعب في كثير من الأماكن حسب القوانين الموجودة عندهم.

وأمام هذه الحالة ننصحك بما يلي:
(1) عليك بالدعاء والتوجه إلى من يجيب المضطر إلى دعاه.
(2) ضرورة المبالغة في الإحسان لهذه الطفلة لاستمالتها إليك.
(3) محاولة ربطها بأسر مسلمة إن تيسر ذلك، حتى ولو شاركوك في زيارتها.
(4) مواصلة دعوتها إلى التمسك بالإسلام وعدم اليأس؛ فإن الأديان الباطلة تأباها العقول؛ لكن أهلها يغلفونها بألعاب وهدايا وأشياء أخرى.
(5) الاتصال بالمراكز الإسلامية المتخصصة في دعوة الجاليات، والاستفادة من تجاربهم ومؤلفاتهم وأشرطتهم، والاستماع لإرشاداتهم.
(6) دعوة الفتاة للبرِّ بأمها وبيان سماحة الإسلام مع المخالفين، وهذا سوف يحرج الأم وينبه البنت لعظمة هذا الدين.
(7) الإخلاص والصدق في دعوتها إلى الله، وأرجو أن لا يكون ذلك عنادا لأمها فقط.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً