الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف من فقدان أهلي، فكيف أتخلص من هذه الفكرة؟

السؤال

السلام عليكم.

عندما أكون خارج المنزل أفكر كثيرا في أهلي وأخاف أن يصيبهم شيئا، وأخاف كثيرا من فقدانهم، أعلم جيدا أننا جميعا سوف نموت، لكن الفكرة ذاتها تقلقني وأفكر فيها كثيرا.

لا أخاف من الموت، لكن أخاف من موت من أحبهم، أريد التخلص من هذا التفكير، وأن أكون راضيا بقضاء الله وقدره؛ فقد تعبت كثيرا من هذا الشيء، وأشكرك كثيرا على ما تقدمه أيها الدكتور الفاضل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية.

أخي: من خلال المعلومات التي ذكرتَها أنا أرى أن تشخيص حالتك هو قلق المخاوف، ويظهر أنه ذو طابع وسواسي، وربما يكون أيضًا لديك ما يُعرف بقلق الفراق، أي الابتعاد عن الأهل أو أمان البيت، وهذه الحالات لا نعتبرها حالات مرضية، إنما هي نوع من الظواهر النفسية.

أخي الكريم: دائمًا اجعل نفسك في جانب التفاؤل في الحياة، ويجب أن تكون حسن التوقُّعات، واحرص على أذكار الصباح والمساء؛ فهي تعطي الإنسان دافعية قويّة جدًّا نحو الشعور بالأمان.

وطبعًا - أخي الكريم - التواصل الاجتماعي أيضًا ذو فائدة كبيرة جدًّا في هذا السياق، مَن يتواصل اجتماعيًّا ويبني نسيجًا اجتماعيًّا جيدًا، ويتبادل الأفكار مع الناس، ويتبادل الكلام الطيب، ويتبادل المعرفة، ويستفيد من تجارب الآخرين؛ وُجد أنه يُعطي الإنسان شعورًا بالراحة النفسية ويُبعدك إن شاء الله تعالى عن القلق والتوتر والمخاوف.

مارسْ أي نوع من الرياضة الجماعية، أيضًا أراها مفيدة لك كثيرًا. وتوكّل على الله، واسأل الله تعالى أن يحفظك ويحفظ مَن تُحب.

ربما يكون أيضًا من الجيد أن تُقابل طبيبًا نفسيًّا ليصف لك أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف. عقار (سبرالكس) ممتاز جدًّا، ويُسمَّى علميًّا (استالوبرام)، وأنت لا تحتاج له لمدة طويلة.

الفكر السلبي المخيف -أخي الكريم- لا بد أن يُقاوم، ولا بد أن يُرفض، فانتهج منهج الفكر التفاؤلي، هذا إن شاء الله تعالى يُعزِّز شعورك الإيجابي.

أسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً