الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ينفع الفلونكسول في علاج القلق والخوف؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على إتاحة الفرصة لنا لعرض مشاكلنا، وهذا دليل على وعيكم وحبكم للجميع.

أعاني من القولون العصبي، ويصاحبه خفقان مستمر في القلب، وتناولت الدوجماتيل 50 صباحا ومساء، و-الحمد لله- ارتحت، لكني ما زلت أعاني من أعراض القلق والتوتر والخوف، وتؤثر على حياتي اليومية، وتشعرني بدوار.

أريد أن أستشيركم في دواء الفلونكسول، هل ينفع لحالتي، أم استعمال السيبرالكس أفضل؟ نأمل منكم الإفادة بالعلاج المناسب، والوقت المناسب والجرعة المحددة، مع علاج الدوجماتيل، متى يستعمل، وما الجرعة المناسبة؟

ونشكركم على مجهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً قبل أن نتحدث عن الدواء، هذه الأعراض التي تعاني منها يلعب القلق والتوتر فيها دوراً كبيراً، لذا حاول أن تخفف على نفسك من ضغوطات الحياة بقدر المستطاع، وهذا يأتي من خلال الصبر والتأني، وأن تكون دائماً حسن التوقعات، وأن لا تتعجل الأمور، وحين تتشابك عليك الأفكار -لأنك تريد أن تقوم بعمل ما- عليك بالاستخارة، ففيها خير كثير جداً.

وحاول أن تكون معبراً عن ذاتك، لا تكتم، تجنب الكتمان؛ لأن التفريغ النفسي مهم جداً، والإنسان الذي يتحدث عما بداخله خاصة الأمور التي لا ترضيه إذا عبر عنها أولا بأول في حدود الأدب والذوق هذا يعطيه راحة نفسية كبيرة، ويقلل من التوترات.

خفقان القلب، وأعراض القولون العصبي قدرات نفسية تحولت إلى توترات عضلية، الرياضة وتمارين الاسترخاء أيضاً من العلاجات الضرورية جداً، ويجب أن تكون جزءا من حياتك، كما أن التواصل الاجتماعي مطلوب حيث إنه يصرف انتباه الإنسان عن التوتر، بل يسعد الإنسان ويقلل الخوف ويحسن المزاج، الصلاة في وقتها، الصلاة التي يتدبر فيها الإنسان ويتمعن تنقله إلى وضع نفسي أفضل، فاحرص على هذا -يا أخي الكريم-.

أما بالنسبة للدواء: فالفلونكسول والدوجماتيل أدوية بسيطة، وتعالج القلق الذي يؤدي إلى الأعراض النفسوجسدية، وإذا طبقت ما ذكرت لك من إرشادات، فالفلونكسول أو الدوجماتيل كلاهما سوف يكون كافياً جداً، ولا داع لتناولهما مع بعضهما البعض.

إذا كانت أعراض الخوف شديدة عند التوتر، هنا تحتاج لتناول عقار السيرترالين ويسمى زوالفت أو لسترال، أو ربما تجده تحت مسميات أخرى، دواء رائع جداً ومفيد جداً، جرعته هي نصف حبة 25 مليجراما ليلاً لمدة أسبوع، ثم تجعلها حبة واحدة أي 50 مليجراما ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله.

وفي ذات الوقت يمكن أن تستعمل الدوجماتيل أو الفلونكسول هذا لا بأس به أبداً، وجرعة الدوجماتيل يمكن أن تكون حتى 50 مليجراما صباحا ومساء، وجرعة الفلونكسول يمكن أن تكون حتى نصف مليجرام صباحا ومساء، وبعد أن تتحسن يمكن أن تتوقف تدريجياً من الدوجماتيل أو الفلونكسول أي ما تختار.

أما إذا كان اختيارك هو السبرالكس كبديل للسيرترالين: فهذا أيضاً لا بأس به أبداً، لكن ابدأ بجرعة صغيرة وهي 5 مليجرامات، أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرامات، واستمر عليها لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعل الجرعة 10 مليجرامات يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى 5 مليجرامات يومياً لمدة أسبوعين، ثم 5 مليجرامات يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً