الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج حالة الاكتئاب والعصبية الناتجة عن رؤية منظر شنيع

السؤال

أنا شاب لبناني، حصلت معي مشكلة منذ حوالي الشهر تقريباً، وهي أني وجدت أخي مقتولاً داخل غرفة حارس المبنى الذي أقيم فيه، ومنذ تلك اللحظة وأنا أعيش حالة نفسية يرثى لها، إذ تحولت إلى إنسان عصبي جداً لا أستطيع أن أسمع أي كلمة غير مهمة.

مع العلم بأني قبل الحادثة كنت غير متمم للواجبات الدينية، ولكن بعد الحادثة أصبحت متمماً لتلك الواجبات؛ لأنني فكرت ملياً بالموت.

عند القيام بدفن أخي -رحمه الله- أحسست شيئاً بداخلي يقول لي: اذهب وتمم واجباتك الدينية قبل فوات الأوان، ورغم كل ذلك فصورة أخي والدماء تغطيه لا تفارق مخيلتي.

مع العلم بأن همي الوحيد أصبح الآن هو الإمساك بالقاتل الذي تبين أنه حارس البناء، ولكن للأسف فقد توارى عن الأنظار منذ حصول الجريمة وفر إلى بلد مجاور، أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إيهاب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يرحم أخاك رحمةً واسعة.

لا شك أن هذا حدثاً حياتياً كبيراً، لابد للإنسان أن يهتز له، ويتأثر معه بصورةٍ وجدانية، ولكن -يا أخي- عليك أن تجلس مع نفسك، وتسأل الله لأخيك الرحمة، والحمد لله أن هذا الحدث كان عظةً كبيرةً لك، مما جعلك تكون أكثر تمسكاً بدينك، وهذا في رأيي من فضل الله عليك.

أما بالنسبة للجاني، فقطعاً سيأخذ عقابه عاجلاً أو آجلاً، وحتى إذا استطعت أن تواجهه فأرجو أن لا تكون ردة فعلك انتقامية، فالحق سوف يرجع إلى أهله.

لا شك أنك تمر في حالةٍ وجدانية مفعمة بالألم النفسي، وفي هذه الحالات لا نمانع أبداً في أن يتناول الإنسان بعض الأدوية المطمئنة، والمزيلة للكآبة، والدواء الأفضل سيكون لك هو العقار الذي يُعرف باسم (زيروكسات)، أرجو أن تتناوله بمعدل حبةٍ واحدة في المساء، لمدة شهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ويمكن أن تدعمه بعقارٍ آخر يعرف باسم (موتيفال)، تأخذه بمعدل حبة واحدة في الصباح لمدة ثلاثة أشهر.

نسأل الله لأخيك الرحمة، ولك السكينة والطمأنينة والأجر على الصبر إن شاء الله.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً